فاعلية استراتيجية قائمة على التعلم المعكوس في تنمية مهارات الاستماع باللغة العربية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بدولة الكويت...

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

تعد مهارات الاستماع ركيزةً أساسيةً في العملية التعليمية لتلاميذ المرحلة الابتدائية في دولة الكويت، حيث تمثل اللغة العربية جوهر الهوية الثقافية والتراثية، وتكمن أهمية تنمية هذه المهارات في قدرتها على تعزيز التواصل الفعال، وبناء الثقة بالنفس لدى التلاميذ، وتمكينهم من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح، كما تُشكل هذه المهارات جسراً للتفاهم والتواصل بين الأفراد، وتساعد في الحفاظ على اللغة العربية الفصحى وتعزيز الانتماء الوطني. كما أن تطوير مهارات الاستماع والتحدث يُساهم بشكل كبير في النمو المعرفي والاجتماعي للتلميذ، ويؤسس لقاعدة متينة للتعلم المستمر والتفكير النقدي، لذلك، يُصبح الاستثمار في تنمية هذه المهارات ضرورة تربوية وثقافية ملحة، تتطلب تضافر جهود المعلمين والمناهج التعليمية والأسرة لضمان إعداد جيل قادر على التواصل بفعالية والمحافظة على هويته اللغوية والثقافية.
كما تُعدُّ اللغة بصفةٍ عامة واحدةً من أدوات التواصُل بين البشر التي تُستخدَم في التعبير عن حاجاتهم ورغباتهم، وتبادُل المعارف والثقافات، وتُعَدُّ اللغة العربية من أكثر اللغات انتشارًا وقوة وبيانًا (محمد الجمل،2014، 18) [1].
والاستماع يشير إلى عملية الانتباه والإصغاء إلي شيء مسموع، وذلك عن طريق إدراك الرموز اللغوية التي ينطقها شخصٌ ما، وفَهْمِ ما تدلُّ عليه تلك الرموز، كما أنه عن طريق الاستماع يتمُّ تحديد الوظيفة الاتصالية ومضمون الرموز والكلام المنطوق، وتكون خِبرات الشخص المُتحدِّث مُحمَّلة على تلك الرموز، فيستطيع المستمع أن يتلقّاها ويفهم مدلولها، وعن طريق ذلك يستطيع المستمع أن ينتقد الكلام الذي تحدث به المتحدث وتحليله، كما أن الاستماع يُعدُّ من أهم العوامل في عملية الاتصال بين الأشخاص؛ وذلك نظرًا للدور الذي يلعبه في عملية التعليم على مَرِّ العصور والأزمان، وعلى الرغم من هذا الأمر فإنَّ الاستماع لم يلقَ الاهتمام الذي يستحقُّه في الدراسة والعِناية إلّا مُنْذُ وقت قريب، وقد كان الدارِسون يَرَوْنَ أن كل التلاميذ يستطيعون الاستماع بطريقةٍ فعّالة، كما أكدت الدراسات أن الاستماع عملية مُعقَّدة، ويعد من  مهارات اللغة العربية التي تحتاج إلى عنايةٍ كبيرة، وتدريب (نجوى سليم 2011، 154-157)، لذا يجب على الطالب أن يتعلم الإنصات، ولن يتعلم الانصات الا عن طريق تحقيق تقدُّم في مهارة الاستماع، والفَرْقُ بين الاستماع والإنصات هو فرق في الدرجة أكثر من كونه فرقًا في المهارة، ولا يعني هذا الأمر أن الإنصات ليس من مهارات اللغة ولا يمكن تعلُّمها، وإنما يستطيع المُعلِّم أن يُهيِّئَ الطالب لتعلُّم مهارة الإنصات عن طريق إفادته بالخبرات التي تُؤهِّله ليتعلمها، (ليلى سهل، 2016، 72).
 
[1] اتَّبعت الباحثة في توثيق المراجع قواعد جمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association (APA)، الإصدار السابع (الاسم، السنة: رقم الصفحة).

الكلمات الرئيسية