متطلبات تفعيل دور المؤسسات التعليمية في مواجهة حرب المعلومات....

 
لقد تنامي  استخدام  التكنولوجيا الرقمية أضعافا مضعفة ، بالإضافة إلى أن استخدامها أصبح يتسم بالعالمية بشكل كبير، حيث صارت الاتصالات متاحة في كل أنحاء العالم، ومع استمرار استخدامها لكل الأفراد دون استثناء وبصفة خصة في ظل انتشار الهواتف المحمولة الذكية، وما ترتب على ذلك من إمكانية الوصول إلى شبكة المعلومات والشبكات الاجتماعية والترفيهية السمعية والبصرية.
هذه الشبكات التي ساعدت على انتشار نوعية خطيرة من الهجمات والجرائم الالكترونية ، تلك التي تعتمد على التقنيات المتقدمة من الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وأجهزة التنصت على شبكات الاتصال السلكية واللاسلكية، وبرمجيات لفك الشفرة، وأيضا للتجسس على أنظمة أمن الشبكات لتسخيرها في القيام بعمليات منافية للأعراف والقيم دون علم أصحابها فيما يسمي بالشبكات الإلكترونية التي يمكن استخدامها لشن هجمات مختلفة على أنظمة الدول المستهدفة لأغراض إجرامية كالتخريب والإرهاب والتهديد والابتزاز  .  براعيم (2022، 55)
الأمر الذي جعل البشرية تشهد تطورا مطردا في مجال التكنولوجيا الرقمية وتطبيقاتها، ومحاولة الاعتماد على مفردات وتعبيرات العصر الرقمي، ذاك العصر الذي ترك مجموعة من الانعكاسات الثقافية والتربوية حتي أصبح الإنسان اليوم منهمكا في تنظير وتحليل وإعادة تركيب الثقافة الرقمية التي تثير بدورها تحديات في الواقع التعليمي، وخاصة بعد أن أصبح مصطلح الإنسان الرقمي من أحد إفرازات هذا العصر، وما أحدثته من حرب للمعلومات.
لقد شــهدت الثــلاث عقــود الماضيــة انتشــارا متصاعــدا لأعــداد مســتخدمي شــبكة الانترنــت والهواتــف الذكيــة في مجــالات الاعمــال والتجــارة والخدمــات الحكوميــة والتعليــم والمعرفــة والترفيــه واســتخداماتها في كل المجالات الســياحة والرعايــة الصحيــة وغيرهــا مــن الأنشــطة الاقتصاديــة والاجتماعيــة والثقافيــة. وتنامي أعــداد مســتخدمي شــبكات الاتصــالات والانترنــت والانتشــار المتزايــد التــي يمثلهــا النمــو المســتمر في المعامــلات والخدمــات الالكترونيــة، بحيث تبــرز أهميــة مواجهــة الاخطــار والتحديــات التــي تســتهدف البنــي التحتيــة للاتصــالات والمعلومــات حيــث أنهــا تهــدد المعامــلات وتقديــم الخدمــات بوجــه عــام، وتقلــيص الخدمــات والاعمــال الالكترونيــة بوجــه خــاص. وأصبحت الجامعات كغيرها في حاجة ماسة إلى إبراز دور المؤسسات التعليمية في مواجهة خطر حرب المعلومات. (غنيم، 2014، 112)