فاعلية استخدام استراتيجية سوم‎ SWOM ‎فى تدريس ‏مادة الأحياء لتنمية مهارات التفكير الجانبي وبقاء أثر ‏التعلم لدى طلاب المرحلة الثانوية

نعيش في العصر الحالي تقدما كبيرا في كافة المجالات الثقافية والصناعية والتكنولوجية وانعكس ذلك بشكل واضح علي منظومة التعليم خاصة مراحل التعليم قبل الجامعي،  وبذلت الدولة مجهودا كبيرا لتطوير منظومة التعليم علي كافة مستوياتها، فعملت علي تطوير المناهج حتي تساعد الطلاب في تنمية وبناء شخصياتهم، واهتمت بإكسابهم مهارات تمكنهم من التعايش مع البيئة والمجتمع بشكل سليم.
والدعوة الي التفكير ليست بالجديدة فقد نادي بها الله عز وجل في الكتب السماوية،  وجعل التفكير من الصفات المميزة لأصحاب العقول الراجحة،  فالتفكير عملية عقلية مهمة ميزت الإنسان عن سائر المخلوقات،  ومكنته من الرقي وتطويع البيئة المحيطة وحل المشكلات.
ويمثل التفكير ركيزة أساسية لتلبية متطلبات هذا العصر الذي ظهر فيه التطور بشكل سريع جدا وخاصة في وسائل التواصل بين الناس ، وفرض ذلك علي الإنسان التفكير مليا قبل القيام بأي عمل حتي يحقق التقدم والرقي في المجالات المختلفة،  هنا يأتي دور التربية في تمكين  وإكساب الطلاب مهارات تمكنهم من التأقلم مع ما يحيط  بهم من متغيرات ومتطلبات في ظل التقدم السريع.
وتعد تنمية مهارات التفكير وتوجيهها من أهداف التربية الحديثة، بل في صدارة الأهداف التربوية لأية مادة دراسية ، فتنمية مهارات التفكير لدى المتعلم  تجعله إيجابيا يتسم بالجدية وينعكس ذلك علي ممارساته في المواقف التعليمية (سلمى مجيد، محمد عدنان، 2019، 66) *.
وأكد التربويون على أهمية التفكير ومهاراته في العملية التربوية مع استهداف الوصول إلى طالب مفكر جيد لا حافظ للمعارف فقط يمكنه التعامل مع مشكلات الحياة، ومن ثم عمل القائمون على النظم التربوية على تضمين المناهج تعليم الطالب مهارات وأنماط التفكير(عبدالباسط هويدي، 2016، 373).
لذا أصبح التعليم من أجل تنمية مهارات التفكير هدفا استراتيجيا للتعليم في الدول المتقدمة،  إذ يمكن ذلك المتعلم من التعامل بكفاءة وفاعلية مع تفجر المعرفة ومع متغيرات العالم المعاصر
الذي يعتمد على التفكير وحل المشكلات كأساس للتقدم والتطور الحضاري (محمد جبر،  2014، 309).
وقد قام العديد من علماء النفس والتربويين  والفلاسفة وغيرهم بالكثير من العمل لتصنيف أنواع التفكير المختلفة واتفق معظمهم  أن هناك بعض الانواع تمثل تحديا أبعد من مجرد معرفة الحقائق أو تذكرها .وهذا ما يميز الأنظمة العليا في  التفكير في أنها تطبق المعرفة وتكيفها مع أغراض مختلفة. John Butterworth,  Geoff Thwaites, 2005, 2)  )
 
* يسير التوثيق في هذه الدراسة على النحو التالي :(اسم المؤلف , سنة النشر , رقم الصفحة ).