في ظلِّ التحوُّل نحوَ مجتمَع المعرفة، وتزايدِ المستجدات العلمية والتكنولوجية، كان لِزامًا على مؤسَّسات التعليم مواكَبةُ تلك المستحدَثات، خاصَّةً أنَّ التعليم هو الدعامة الرئيسة التي يرتكز عليها تقدُّم المجتمَع ونُموُّه وتطوُّره، وبقدر كفاءة التعليم ومؤسَّساته التربويَّة، يكون تقدُّم المجتمَع ورُقِيُّه ورفاهيته.
والمواطنةُ إحدى سُبل مواجهة تحوُّلات القرن الحالي؛ تُسهِم في استقرار المجتمَع وتقدُّمه، لِذا تُعَدُّ تربيةُ الأفراد عليها وإكسابهم قِيَمَها الركيزةَ الأساسيَّة للمشاركة الإيجابيَّة والفاعلة في التنمية بكلِّ جوانبها لكلٍّ من الفرد والمجتمَع؛ (عمارة،2010م، ص6)؛ خاصَّةً أن الولوجَ إلى العصر الرقميِّ قد غيَّر الكيفيَّةَ التي يتصرَّف بها الناس، ويؤدُّون وظائفهم كمواطنين في العالم الحقيقي، فأصبح عَمَلُهم وتفاعُلُهم في عالَمٍ رقميٍّ وافتراضيٍّ (ريبيل، 2012م، ص40)، وأدَّى ذلك إلى تغيُّر مفهوم المواطنة؛ إذ اكتسبتْ صفةَ الرقميَّة في ظلِّ طبيعة العصر الرقميِّ ومتطلَّباته؛ ذلك أن التكنولوجيا المعاصرةَ أصبحت تشكِّل أحدَ العوامل الحاسمة في تحديد مستقبَل الدول في القرن الحادي والعشرين الذي يتطلَّب استعدادًا تقنيًّا معيَّنًا (أبو صالح، 2006م، ص291)؛ فمِن دون معرفة الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا - بالإضافة إلى امتلاك الوعي الذاتي - يمكِن أن ينتشر السلوكُ غيرُ المسؤول والعاداتُ السيئة (ريبيل، 2013م، ص35).
وعلى الرغم من الكثير من الإيجابيات التي أسهمتْ التكنولوجيا الرقميَّةُ في تحقيقها وأدَّت إلى مزيد من التقدُّم، فإن الواقع يُبرِز الكثيرَ من السلبيات، حسَب ما أشارت إليه نتائجُ بعض الدِّراسات من أن استخدام التِّقْنيَة الحديثة أفرز عددًا من المشكلات والآثار السليبة؛ كطَمْسِ الثقافات القوميَّة والقضاءِ على خصوصيَّاتها، وفرضِ ثقافات دَخيلة لشعوب معيَّنة، وانتشار الممارسات السيئة لاستخدام التِّقْنيَة بين الأفراد؛ مثل نشر المعلومات المضلِّلة، أو التغريدات المسيئة، أو الدخول على المواقع الإلكترونيَّة غيرِ اللائقة وغيرِ الأخلاقيَّة، أو المواقع التي تتضمَّن محتوياتٍ وتيَّاراتٍ فكريَّةً ضارَّةً تمثِّل تهديدًا للمواطَنة وللهُوِيَّة الثقافيَّة (المسلماني، 2015م، ص36؛ السيد، 2016م، ص123)، كما أكَّدت دراسةُ السيد (2016م) على وجود علاقة ارتباط بين وسائل الإعلام الجديدة والمتغيِّرات الأخلاقيَّة السلبيَّة لدى الطلاب.
الشهاب, غادة أحمد سالم. (2024). نحو استراتيجية مقترَحة لتفعيل دور المؤسسات التربوية في نشر الوعي بالمواطنة الرقمية. مجلة کلية التربية بالمنصورة, 125(4), 965-984. doi: 10.21608/maed.2024.382353
MLA
غادة أحمد سالم الشهاب. "نحو استراتيجية مقترَحة لتفعيل دور المؤسسات التربوية في نشر الوعي بالمواطنة الرقمية", مجلة کلية التربية بالمنصورة, 125, 4, 2024, 965-984. doi: 10.21608/maed.2024.382353
HARVARD
الشهاب, غادة أحمد سالم. (2024). 'نحو استراتيجية مقترَحة لتفعيل دور المؤسسات التربوية في نشر الوعي بالمواطنة الرقمية', مجلة کلية التربية بالمنصورة, 125(4), pp. 965-984. doi: 10.21608/maed.2024.382353
VANCOUVER
الشهاب, غادة أحمد سالم. نحو استراتيجية مقترَحة لتفعيل دور المؤسسات التربوية في نشر الوعي بالمواطنة الرقمية. مجلة کلية التربية بالمنصورة, 2024; 125(4): 965-984. doi: 10.21608/maed.2024.382353