شهد العالم في الأوانة الأخيرة وفى ظل جائحة كورونا(19-covid) ثورة تكنولوجية ومعلوماتية غير مسبوقة من قبل في كافة المجالات جعلت من الضرورة القصوى مواكبة هذه التطورات والاستجابة السريعة لها في جميع المؤسسات عامة ومؤسسات التعليم الجامعي خاصة.
الأمر الذي فرض تدريب الكوادر البشرية العاملة بها لمواكبة هذا الانفتاح الرقمي وتطوير أداء العاملين بها والارتقاء بمستواهم الوظيفي لمحو أميتهم الرقمية وجعل عملهم أكثر سهولة ويسر بما يتناسب مع عصر التمكين الرقمي.
والتمكين الرقمي هو القدرة على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العملية التعليمية والعمليات المساندة لها وذات الصلة بها توظيفا آمنا مسئولا بمهارة وكفاءة وفعالية وثقة واهتمام وامانة وضبط وتحكم وسيطرة، وذلك من أجل بناء الكفاءات الوظيفية القادرة على انتاج المحتوى التعليمي الرقمي وتخريج أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والريادة وإنتاج معرفة رقمية نوعية منافسة(وزارة التربية والتعليم البحرينية، 2015،7) .
كما أن التمكين الرقمي يجب ان يركز على العلاقة الفريدة بين التقنيات المتاحة للمعلم مهما كانت بسيطة وطرق توظيفها في العملية التعليمية، حيث يعرف على أنه التوجيه الفاعل للتقنية المتاحة ضمن بيئات تعلم نشطة، يما يسهم في تطوير المهارات الحياتية بشكل عام، ومهارات التعلم بشكل خاص داخل مجمع المعلومات (محمد،2017، 58) . والتمكين الرقمي يتضمن نوعين رئيسين هما:
النوع الأول: التمكين التجريبي Experiential Empowermentحيث يتم التمكين المستخدم من خلال التجربة الفعلية وفى هذا النوع يكون مستوى التمكين مرتفعا كما يكون للتفاعلات الاجتماعية تأثير إيجابي فقط على التقييمات والنوايا السلوكية. النوع الثاني: التمكين المعلوماتيInformative Empowerment حيث يتم تمكين المستخدم من خلال توفير كم من المعلومات ذات الصلة بالموضوع وفى هذا النوع يكون مستوى التمكين منخفضاً، كما يكون للعلاقات الاجتماعية تأثيراً إيجابياً فقط على التقييمات والنوايا السلوكية(Yuksel et al., 2016,115).
ونظرا للتطور التقني التكنولوجي السريع، أصبح التمكين الرقمي للعاملين بالجامعة أمر لا مفر منه، حيث يجب عليها سرعة رد الفعل للتغيرات الخارجية والداخلية وكذلك القدرة على بناء بنية تحتية رقمية قوية كحصن لها وزيادة قدرتها التنافسية وزيادة قدرتها على مواكبة كافة المستجدات. (IIshat, 2020, 80).