واقع إدارة الأزمات في مدارس التعليم الأهلي للبنات بمدينة الرياض (نموذج مقترح)

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

ظهرت الأزمات في حياة الإنسان منذ فجر التاريخ، فيمکن القول أن خروج أبو البشر آدم عليه السلام من الجنة ونزوله إلى الأرض کان أول الأزمات التي تعرض لها الإنسان. و بصفة عامة فإن الأزمات و الکوارث قد رافقت الإنسان منذ أن وُجد على هذه الأرض.. وتعامل معها وفق إمکاناته المتاحة للحد من آثارها أو مارس فقط دور المتفرج إن تجاوزت الأزمة قدراته وإمکاناته المحدودة (الشعلان،1423هـ ، ص 7)، وبنظرة علمية للأزمة نجد أن الأزمة تعبر في مجملها عن " حالة عاطفية مؤقتة تدفع الإنسان إلى التصرف على غير المألوف أو المعتاد حيث لا تصلح الآليات المعتادة أو التقليدية في التعامل معها، ومن ثم فإنها في حاجة إلى حلول غير تقليدية لحالة غير مرغوبة ومتوقعة. (Eduction& Manpower bureau, 2005, P 4)
وقد ظلت الأزمات والکوارث لفترة طويلة من حياة البشرية لا تحظى باهتمام العلماء والمفکرين بالقدر الذي يجعلهم يجتهدون في البحث عن الوسائل، والأساليب التي تمکنهم من تفادي وقوع هذه الأزمات أو التعامل معها وإدارتها حال وقوعها، للتغلب عليها، ولکن مع تقدم البشرية وتراکم المعرفة لديها بالإضافة إلى نشوء بعض أواصر الترابط والعلاقات بين المجتمعات الإنسانية، وسعي الإنسان الدءوب للسيطرة على الطبيعة وتذليل الصعاب ليحيا حياةً کريمةً مستقرةً، بدأ يجتهد في إيجاد ووضع العديد من الأسس، والمبادئ، والأساليب للتغلب على تلک الأزمات أو منع وقوعها. وقد أجبرت التطورات العلمية المتسارعة نظم الإدارة على تطوير أساليبها ومناهجها لمواجهة قضايا التغيير والتطور، وعليه فقد شهد علم الإدارة دخول مفاهيم إدارية حديثة مثل إدارة الأزمات بأنواعها المختلفة، حيث أن طبيعة العصر الذي نعيشه والتغيرات التي يشهدها هي التي أدت إلى بروز الأزمات بقوة على سطح الحياة "على نحو دفع البعض إلى أن يُطلق على العصر الحالي عصر الأزمات حتى أصبح مصطلح الأزمة crisis من المصطلحات الشائعة الاستخدام ليس على مستوى العلاقات الدولية فحسب، وإنما على مستوى الوحدات التنظيمية الأقل مثل المصنع والمدرسة والمؤسسة بمختلف مستوياتها"(الموسى،1426-1427هـ،ص1).
     وبات يُنظر لإدارة الأزمات على أنها منهج إداري للتعامل مع ظروف الأزمات والاستعداد والتخطيط لمواجهتها، وأنه أسلوب إداري يعتمد بالدرجة الأولى على القدرة التنبؤية لتوقع الأزمات ووضع سيناريوهات للتعامل معها، وفي خضم التغيرات الدائمة التي يعيشها المجتمع المعاصر لا يمکن أن يبقى التعليم بعيداً عن المتغيرات والتحولات الجارية في کافة المجالات والميادين، حيث وَجَدت المؤسسات التعليمية نفسها مجبرةً على التکيف مع التغيرات والأوضاع المستجدة، وفي ظل سعيها نحو التکيف؛ تواجه العديد من الأزمات "التي تعبر عن نفسها من خلال قصورها عن مواکبة التطورات العلمية والتکنولوجية وبُعدها عن مجرى التطور في علوم الإدارة والتکنولوجيا الإدارية الجديدة، وعدم إفادتها من نتائج هذه العلوم وأدوات هذه التکنولوجيا"(أحمد،2002، ص 19).

الكلمات الرئيسية