فاعلية برنامج تدريبي مقترح قائم على الاحتياجات التدريبية لتنمية المهارات الأدائية لمعلمي کيمياء المرحلة الثانوية بليبيا

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يمر العالم في وقتنا الحالي بتغيرات سريعة وتقدم تکنولوجي ومعرفي هائل لها آثارها على کل ناحية من نواحي الحياة ، ولم يتمکن المجال التربوي ولا سيما في الدول النامية من مواکبتها بنفس السرعة ؛ ونظرًا لأن المجتمعات النامية تسعى بشکل حثيث إلى تحقيق التقدم والرقي للوصول إلى مصاف المجتمعات الراقية ، فإن هذا لا يمکن تحقيقه إلا بتدريب القوى البشرية کـمـﹽًا ونوعًا.
ويعد المعلم الکفء عنصراً أساسياً لتطوير العملية التعليمية و قائداً لها، وهو أداة التغيير الحضاري في المجتمع ، فنوعية التعليم والأمة ومستقبل أجيالها مرتبطان وبدرجة کبيرة بکفاءة المعلمين، ومهما استحدثت من طرق وأساليب وتقنيات حديثة في مجال التعليم، وتحددت فلسفات وترجمت إلى مناهج، فإن هذا  کله لا يؤدي إلى تحقيق الأهداف المتوقعة دون معلم کفء يستطيع بمهاراته إدارة عملية التعليم وتطورها (ساري، 2005م، ص 2 ). إذ أصبح المعلم بحاجة إلى تنمية مهاراته وقدراته ومعارفه ، بالإضافة إلى إلمامه بالتقنيات الحديثة ، وبمناهج التفکير ، وبأسس نظرية المعرفة ، وبمهارات إدارة الصف ، وطرق التدريس الحديثة .
وتعد عملية تطوير أداء المعلم وتنميته مهنياً من أهم أدوار المؤسسات التربوية التي تقوم بتصميم وتنفيذ برامج تدريبية معاصرة تهدف إلى ترقية الأداء المهني للمعلم. وتزداد أهمية التدريب أثناء الخدمة للمعلمين ؛ نظراً لأن التدريب قبل الخدمة لا يکفي لمواکبة التطور السريع الذي تشهده المجتمعات في کافة المجالات ، إضافة إلى التحديات في الواقع المحلي والعالمي ، ويتطلب ذلک أن يکون المعلم قادراً على مواجهة احتياجات المستقبل بروح العصر، إذ إن التطور المستمر للمنظومة التربوية بکافة جوانبها ينبغي أن يرافقه عملية تدريب مستمرة تسهم في تنمية وترقية أداء المعلم ليکون متجدداً يمتلک کفايات التطور ويتفاعل بشکل واعﹴ مع متطلبات المستقبل                        (مغراوي، 2010م، ص 617).
إن المعلمين الذين يتمتعون بالمهارات التدريسية وإدارة الفصول الدراسية وتقنيات الانضباط المناسبة يهيئون بيئة تعليمية إيجابية ، وعلى الرغم من أن الإلمام الجيد للمعلم في مجال المادة التي يدرسها أمر مهم، إلا أن القدرة على توصيل المهارات والمفاهيم اللازمة بطريقة يفهمها الطلاب أمر بالغ الأهمية ، فيطور المعلمون المهارات بمرور الوقت من خلال أفضل الممارسات التي يحصلون عليها من المعلمين الآخرين والتعليم المستمر والتطبيق في الموقف التعليمي ، ولکي يتمکن المعلم من أداء دوره بفاعلية عليه أن يتمکن من مهارات التدريس الأساسية وهي : التخطيط والتنفيذ والتقويم، وأن يمتلک المهارات الفرعية التي تندرج تحت کل مهارة رئيسية ، وأن يکون قادرا على ممارستها وتوظيفها من أجل نجاح العملية التعليمية   (Kumar & Kaur, 2012, 37).
وفي الواقع، يحتاج المعلمون إلى مجموعة واسعة من الفرص المستمرة لتحسين مهاراتهم ، يبدأ
بالتطوير المهني الفعال للمعلمين بفهم احتياجات المعلمين وبيئات عملهم ، ومن المعتقد أن الخطوة الرئيسية في أي برنامج تدريبي هي تحديد ما إذا کان التدريب مطلوبًا، وإذا کان کذلک ، فإنه يتحدد ما يجب أن يوفره هذا التدريب ، وعلى الرغم من أن غالبية المعلمين يعتبرون أنفسهم على دراية

الكلمات الرئيسية