فعالية استراتيجية (تنبأ-نظم- ابحث- لخص- قيم) في تنمية مهارات التفکير العلمي في مادة الأحياء والثقة بالنفس لدى طلاب المرحلة الثانوية.

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

     تعد قضية تنمية التفکير من القضايا المهمة التي تُعنى بها المناهج؛ لأنها من المهارات العامة التي يسعى التعليم إلى تطويرها وتنميتها لدى المتعلمين؛ ليتمکنوا من التعامل مع مشکلاتهم الحياتية اليومية وقضايا مجتمعاتهم في المجالات المختلفة وليصبحوا فاعلين في إيجاد الحلول واستخدام الطرق المناسبة لاختبارها واختيار الصحيح منها القابل للتطبيق والتوظيف في الحياة الواقعية؛ وکل ذلک ينطوى على امتلاک الطلاب مهارات التفکير العلمى، وإتقان لخطوات التفکير التي توصلهم إلى الحلول والاستنتاجات (ذوقان عبيدات: 2012، 200).
     کما أن الوصول إلى المعرفة العلمية بأشکالها المختلفة يتطلب استخدام الطريقة العلمية ومهارات التفکير العلمى، لذا فإن الطالب إذا لم يتمکن من امتلاک المهارات العلمية، أو عمليات العلم، وممارستها فعلياً فإنه سيواجه کثيراً من الصعوبات في أثناء نشاطاته، وتجاربه، وخبراته (عبد الله الخطايبة: 2008، 30).
وقد زاد الاهتمام بجعل المناهج الدراسية أکثر إثارة للتفکير، وذلک بتهيئة الظروف المناسبة للطلبة لاکتساب مهارات التفکير، وحل المشکلات التي تواجههم، وأصبح تدريس العلوم يهتم بإثارة تفکيرهم من خلال الأنشطة العلمية والاستکشاف وحل المشکلات (محمد نوفل: 2008، 79).
کما تمثل الثقة بالنفس إحدى الخصائص الانفعالية المهمة التي تؤدى دوراً مهماً في حياه الطلاب وتتجلى أهمية الثقة بالنفس في عدة مجالات: (حب الآخرين والنجاح في العمل وتحقيق التوافق النفسي واستمرار اکتساب الخبرات ومواجهة الصعاب والمشکلات وتحقيق النجاح العلمي وتحسين الأداء وتحسين الانتباه والفهم وعمليات الذاکرة) (Karimi, saadatmand, 2014 & Tokinan, Bilent, 2011).
ومن ثم فإن التحدي الحقيقي الذي يواجه القائمين على تدريس العلوم هو الانتقال من تعلم لتعرف إلى تعلم کيف تتعلم؟ وهذا يستلزم الانتقال من الترکيز على المحتوى إلى الترکيز على المهارات العلمية والبحثية حيث إن تدريس العلوم لابد أن يبنى على الاهتمام بالأسلوب العلمي في البحث والتفکير وأن تکون الأهداف الأساسية في تدريس العلوم هي مساعدة الطلاب على اکتساب مهارات التفکير العلمي والطريقة العلمية في البحث، ومن ثم اکتسابهم الثقة بأنفسهم والاعتماد عليها، وقد شهد البحث التربوي خلال العقدين الماضيين تحولاً رئيساً في رؤيته لعمليات التعليم والتعلم، وفحوى ذلک هو التحول من الترکيز على العوامل الخارجية التي تؤثر في تعلم المتعلم، مثل: متغيرات المعلم، وشخصيته،..، وبيئة التعلم، والمنهج، ومخرجات التعلم، وغير ذلک من العوامل) إلى الترکيز على العوامل الداخلية التي تؤثر في المتعلم، وخاصة ما يجرى داخل عقل المتعلم، مثل: معرفته السابقة، وسعته العقلية، ونمط معالجته للمعلومات، ودافعيته للتعلم، وأنماط تفکيره، وأسلوب تعلمه، وأسلوبه المعرفي؛ أي أنه تم الانتقال من التعلم السطحي إلى ما يسمى ب "التعلم ذي المعنى"، وقد واکب ذلک التحول ظهور ما يسمى بالنظرية "البنائية"constructivism وإحلالها محل النظرية السلوکيةbehaviorism ، والنظرية المعرفية cognitivism ، فهى "رؤية في نظرية التعلم، ونمو الطفل، قوامها أن الطفل يکون نشطاً في بناء أنماط التفکر لديه؛ نتيجة تفاعل قدراته الفطرية مع الخبرة (حسن زيتون، کمال زيتون، 2006

الكلمات الرئيسية