بعض معوقات جودة أداء معلمي التعليم الابتدائي فى ليبيا وکيفية مواجهتها

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

معيدة بقسم معلم فصل کلية التربية بالقبة- جامعة عمر المختار بليبيا

المستخلص

 يموج العصر الحالي بعديد من المتغيرات، والمستجدات المحلية، والعالمية التي فرضت تحديات جمة على المدرسة تبلورت في صورة أدوار جديدة ، صارت المدرسة مطالبة بأدائها؛ ومنها: إعداد الطلاب، وتزويدهم بالمعارف، والمهارات التي تجعلهم قادرين على التکيف، والتعايش مع عصر المعرفة، والتقدم التکنولوجي الهائل؛ من خلال اتصافهم بالقدرة على الإبداع، والابتکار، والتفکير الناقد، والقدرة على حل المشکلات، والتعلم الذاتي، ومهارات صنع القرار.
کما صارت مطالبة بتغيير نظرة عدم الرضا المجتمعي؛ نتيجة ضعف المستوى الذي آلت إليه العملية التعليمية، وتدني مستويات خريجيها، واستعادة دورها الريادي في المجتمع ، ومواجهة متطلبات المستقبل، والانتقال بالتعليم إلى التنافسية العالمية .
        وقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين جهودا عالمية متنامية لإصلاح المدارس، وتجديد الممارسات المهنية بها، وتحسين أداء الأفراد بطرائق، ومداخل متنوعة؛ استجابة للنقد المستمر لواقع المدارس، ولمتطلبات العصر، وتحدياته المستقبلية، وانطلاقا من أن إحراز التقدم ، وتحقيق الريادة يرتبط بالتعليم؛ وخاصة بما يدور داخل المدارس من ممارسات لها أبلغ الأثر في إعداد الطلاب؛ ومن ثم بناء الأجيال الجديدة في المجتمع.( الصغير، 2009، 264)
       وانطلاقا من أن  المعلم يعد الدعامة الرئيسية في العملية التعليمية التي تعد من أهم عوامل بناء رأس المال البشري لتحقيق التنمية،  وأن أي إصلاح مستهدف للمجتمع ينطلق من الآثار التربوية التي يترکها في سلوکيات تلاميذه، وأذهانهم، وأخلاقهم؛ فالمعلم هو نقطة الانطلاق، والقوة الدافعة لأي تطوير، أو إصلاح مدرسي؛ الأمر الذي يؤکد أن العناية بتدريب المعلم، والارتقاء بمستواه المهني رکائز أساسية للإصلاح المدرسي.( ابراهيم، 2010، 361)
 
       ومعروف أن وضع المعلم يحتاج إلى کثير من التحسين والتطوير ليتماشى مع أدواره الجديدة، وأصبحت جودة المعلم من أکثر القضايا إثارة  للجدل في النظم المدرسية على مستوى العالم، وذلک لعلاقتها الوثيقة وتأثيرها المباشر على مستويات التحصيل الدراسي للطلاب، وعلى تطور مستوى المدرسة ککل.
      وتؤکد الاتجاهات الحديثة في التنمية المهنية على ضرورة العمل على الارتقاء بمستوى أداء المعلم، وسد الفجوة ما بين معرفة المعلم وخبرته من جهة، وبين المعارف والمهارات والکفايات المطلوبة لأداء عملية التعليم والتعلم من جهة أخرى، وذلک يستدعي إعداد برامج التنمية المهنية وتنفيذها وفقا لمعايير الأداء من أجل تحقيق أهدافها في رفع کفاءة المعلمين، وتحسين إنتاجيتهم لتحقيق الإصلاح التعليمي.( عبد العزيز، 2007، 56)
     فهناک ارتباط قوي بين نوعية الأداء في أي نظام تعليمي ونوعية  أداء المعلمين العاملين فيه،  وقد أدرک صناع السياسات التربوية أن المدارس لا يمکن أن تکون أفضل جودة من مستوى المعلمين بها؛ ذلک لأن المعلم يمثل محور الارتکاز في تحقيق الأهداف التربوية التي يتبناها النظام التعليمي وعلى عاتقه تقع مسئولية تحويل الأفکار والرؤى التجديدية إلى نواتج تعليمية؛ لأن نوعية المعلم هي مفتاح تحقيق الجودة في النظام التعليمي، باعتباره أحد أهم الدعائم التي يمکن الرجوع إليها في تحقيق الجودة الشاملة في النظم التعليمية في ظل التحديات التربوية التي يمليها مجتمع  المعرفة. ( الصالحية ، 2010، 36)
      ومن هنا يصبح من الضروري تطوير أداء المعلم الليبي ، حيث أصبح لديه مهام جديدة تختلف عن تلک المهام التقليدية المتمثلة في نقل المعلومات  وتلقين الطلاب،  فعلى عکس ذلک يجب أن تکون مهمة المعلم تحويل المدرسة إلي مرکز للتفکير ، والتحليل ، والتأمل من أجل مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع الليبي ، لذا اصبح لزاماً علي الدولة أن تهتم بالمعلم من خلال ما تقدمه من جهود لتنميته مهنياً ورعايته ثقافياً وتدريبه أثناء الحدمة من خلال  التدريب المباشر والتدريب عن بعد باستخدام التکنولوجيا الحديثة ومن خلال الابتعاث إلي الخارج، فتحسين مستوي أداء معلم التعليم الأساسي ورفع کفايته بصفه مستمره وتنميته مهنياً يعد ضرورة يتطلبها إصلاح شئون التربية والتعليم ، وعليه نشأت فکرة البحث الحالي والذي أمکن صياغة مشکلته في التساؤل الرئيس الآتي:
کيف يمکن مواجهة بعض معوقات جودة أداء معلمي التعليم الابتدائية فى ليبيا ؟ ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية الاتية:
1-    ما الإطار المفهومي لجودة أداء المعلم ؟
2-    ما المعوقات  التي تحد من جودة أداء معلمي مدارس التعليم الابتدائي فى ليبيا  ؟
3-    ما أبرز المقترحات لمواجهة بعض معوقات جودة أداء معلمي التعليم الابتدائي في ليبيا ؟