تطوير برنامج إعداد معلم الكيمياء في ضوء متطلبات الرقمنة وأثره على تنمية الثقافة المعلوماتية والتفكير التوليدي لديهم ..

يشهد العصر الحالي ثورة علمية وتكنولوجية هائلة في شتى مجالات الحياة، مما أدى إلى تغيرات سريعة ومتلاحقة جاءت بأدوار ومهام جديدة ومتغيرة تشمل جميع جوانب المنظومة التعليمية، الأمر الذي ترتب عليه ضرورة الاهتمام المتزايد بتطوير التعليم بكافة مدخلاته وخصوصا إعداد المعلم لكي يتمكن المعلم من المعرفة العلمية والكفايات المهنية التي تتطلبها تلك الأدوار التي تفي باحتياجات الحاضر والمستقبل .
ويُعد المعلم أحد الركائز الرئيسية التي تقوم عليها العملية التعليمية، ونظراً للتغيرات المتسارعة والتطورات الهائلة التي تحدث في عالمنا في مختلف المجالات وبصورة خاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا, فإن برامج إعداد المعلم يجب أن تواكب هذه التغيرات والتطورات التي تحدث في العصر الحالي فالاهتمام بتطوير برامج إعداد المعلم من أهم الاتجاهات المعاصرة ومن الأولويات الأساسية في معظم الدول فجودة النظم التعليمية تقوم بشكل كبير على جودة معلميها لذا، فالمجتمعات باختلاف أنواعها تولي أهمية خاصة لبرامج إعداد المعلم، فنوعية المعلمين ومستويات تأهيلهم وتدريبهم وتنميتهم في الجوانب الأكاديمية والمهنية والثقافية تعتمد إلى حد كبير على برامج الإعداد ( اليونسكو، 2017)^*.
فالمعلم أساس المنظومة التعليمية, وبمقدار قدرته وكفاءته, تكون فاعلية التعليم, حيث تتضاءل الإمكانات المادية والمناهج الدراسية, في غياب المعلم الكفء, فهو ذخيرة قوية كبرى ذلك أن إعداد جيل بأكمله إنما يعتمد اعتماداً كبيراً على ما يتصف به ذلك المعلم من سمات شخصية وتربوية وتقنية, تعينه على أداء مهمته بنجاح, مما يؤهله للقدرة على إحداث تغيير في سلوك طلابه, وهذه القدرة هي التي تصنع المعلم المتميز, وتجعل دروسه فعالة, ذات أثر واضح, وتحقق النتائج المنشودة (مها العجمي, 2003, 87).
 
* تم التوثيق في البحث للمراجع العربية ( الاسم ثنائي الأول واللقب, السنة, الصفحة) و للمراجع الأجنبية (اسم العائلة, السنة, الصفحة)