تشكيل رأس المال الثقافي في المملكة العربية السعودية "الواقع والتحديات"

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلفون

المستخلص

إنَّ تطوير المهارات والمعرفة للأفراد لتمكينهم من التقدم في حياتهم الشخصية والمهنية للإسهام في تنمية المجتمعات وتطوُّرها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي هو جوهر عملية التعليم؛ حيث يؤدي دوراً كبيراً في المحافظة على التراث وتطوير الثقافة؛ من خلال تضمين المعلومات التاريخية والثقافية والتقنية في الرحلة التعليمية، والتعليمُ وسيلةٌ فعالة لنقل المعرفة والقيم التراثية للأجيال الجديدة، وتعزيز فهم الطلاب لأهمية الثقافات المختلفة والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الثقافات المتنوعة، ويُنظر إلى المورد البشري على أنه أساس التنمية والمستفيد الأساسي منها؛ مما يتطلب الاستثمار الأمثل للطاقات البشرية كافةً.
وتمشياً مع الخبرات والاتجاهات العالمية بإتاحة فرص التعليم المتميز للجميع، لمواكبة الخبرات الجديدة واللحاق بالركب الحضاري المعاصر، أصبح تطوير التعليم شاغلَ جميع الدول؛ نتيجة التغيرات والتحولات والتكتلات الإقليمية، وعلى صعيد التعليم في المملكة يلاحَظ أنَّ وزارة التعليم تبذل جهوداً حثيثةً لتنمية الأصول البشرية باعتبارها ضرورةً إستراتيجيةً تُحقِّق متطلبات الخطط التنموية، وقد اتخذَت المملكة في هذا المجال خطواتٍ نوعية لتحقيق الاستثمار الأمثل، وعلى الرغم من هذه الجهود النابعة من أهمية تطوير إدارة رأس المال البشري، لا يزال هذا المجال المتجدد يتطلب الكثير من عمليات التطوير والتحسين بما يتماشى مع الخبرات والاتجاهات العالمية والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، على جميع الأصعدة عامةً، وفي الميدان التعليمي خاصةً (الفحيلة، 2023).
"ويتطلب هذا التحول إصلاحَ نظام التعليم ونشْر الثورة المعرفية، حيث يشهد العالم ما يُعرَف باقتصاد المعرفة الذي يفوق الاقتصاد المادي" (العدل، 2023، ص129)، ونتيجة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أثَّرت في المجتمعات المعاصرة حدثَت تغيُّرات جذرية أوجبَت المشاركة الفعالة للمؤسسات والمجتمعات في إحداث التنمية المستدامة؛ فالتعليم هو العاملُ الأساسي في ضخِّ المعارف والقِيم والمهارات والسلوكيات لتحقيق عملية التحديث تلك ورفع مستوى معيشة الأفراد، وهو مصدرٌ رئيسٌ للاستثمار بتزويد المجتمع بالخبراء والمتخصصين والباحثين في المجالات كافةً (أنيس، 2021).

الكلمات الرئيسية