أثر تصميم بيئة تعلم ذكية قائمة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتنمية مهارات إنتاج المحتوى الذكي لدى طلاب الدراسات العليا

تعتبر البيئات التعليمية الذكية من أهم مستحدثات العصر الحالي وتطوراته، حيث أنها تعتمد بشكل رئيس على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة العملية التعليمية بكافة عناصرها؛ وذلك من أجل العمل على إتاحة بيئة تعليمية تفاعلية ذكية للمتعلمين تلبي احتياجاتهم وتوفر لهم جميع العناصر التي تساعدهم على تحقيق الأهداف المنشودة منهم بكفاءة وفاعلية، كما أنها تعمل على تحليل أداء المتعلمين داخلها من أجل التوافق مع ميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم أثناء تفاعلهم معها.
وهذا ما أشار إليه "ماتار" Matar, N, (2014) ^* إلى أن البيئات التعليمية الذكية لديها القدرة على تحليل أداء المتعلمين ورصد أنشطتهم المختلفة داخلها، وذلك من أجل تفسير تلك الآداءات والأنشطة علي أساس توقعات محددة، وفي ضوء تلك التوقعات تعمل البيئة على تيسير عملية التعلم وتحقيق أهدافها لدى المتعلمين؛ نظراَ لفهمها كافة متطلبات المتعلمين وقدرتها على توفير تلك المتطلبات داخلها وأيضاً تحديد وتوفير أسلوب التعلم الذي يناسب كل متعلم منهم على حده.
كما أن البيئات التعليمية الذكية تعتبر بمثابة بيئة تعليمية متكاملة الأركان نظراً لأنها تلبى احتياجات المتعلمين في ضوء قدراتهم وميولهم، بحيث يكون لكل متعلم داخلها دوراً إيجابياً خاصاً به، ويتم ذلك عن طريق قدرتها على مراقبة أنشطة المتعلمين داخل البيئة، وتفسيرها على أساس نماذج المجال الخاصة بها، ثم إرجاع متطلباتهم وما يفضلونه للأنشطة التي سوف يتم تطبيقها داخلها، ومن ثم تحويلها إلى نماذج للمتعلمين محفوظة للتصرف بناء على المعرفة المتوفرة بها؛ وذلك لتسهيل عملية التعلم من خلالها ((Mills, 2010, 314.
 
*  يستخدم الباحثان نظام التوثيق الخاص بالجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) الإصدار السابع مع تقديم اسم الباحث علي اسم العائلة في المراجع العربية.