تصور مقترح لتحقيق التعليم الريادي في دولة الكويت على ضوء خبرات بعض الدول..

تحرص الدول المتقدمة على أن تضع التعليم الجامعي ضمن أولوياتها وتعتبره الأساس في تطوير المجتمعات، فهي تخصص الميزانيات للصرف والإنفاق عليه وتوظف المتعلمين، وتشرف على المناهج، وتزود مؤسساته بمجموعة من الأفراد يكونوا على درجة عالية من الوعي والتدريب ليقودوا المنتج التعليمي إلى التعامل مع مهارات القرن الحالي، بحيث تمكن المتعلمين من السعي إلى إتقان مفاهيم الريادية في التعليم الجامعي بصفة خاصة.
ولكي يؤتي التعليم الجامعي ثماره لابد من توافر آليات عمل وخطط مرنه، تعزز الحركة الاستراتيجية والانفتاح على البيئة الخارجية، والاستفادة منها بشكل حيوي لكل ما هو جديد في عالم المعرفة، واستشعار ما قد يحدث عائقا أمام الأداء الجامعي، وذلك من أجل الوصول إلى وضع حلول استباقية، في سبيل تحسين مخرجات الجامعة، ومؤشرات تنافسيتها، وهذا يتطلب امتلاك مجموعة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة والتي لديها من التفكير الاستراتيجي الكثير من أجل التمكن من مواجهة التحولات في بيئة الأعمال، وتحقيق الريادية الفكرية^([1]).
 حيث لاشك أن تغييرات سوق العمل وطبيعته تؤثر تأثيرا واضحا على نوعية التعليم التي تقدم مختلف المؤسسات التعليمية، حيث كلما زاد معدلات التنمية الاقتصادية تحققت رفاهية الأفراد، وساعد ذلك على تحسين مستواه وجودته، وجودة عملياته ومخرجاته، فلقد أصبح عالم سوق العمل هو السبيل لإعداد القوي البشرية المتعلمة والمدربة اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادي^([2]).
إن تنمية المتعلمين على التعامل مع متطلبات سوق العمل يحتاج إلى تحسين نوعية التعليم بحيث يستوعب التغيرات الاقتصادية في سوق مجال الأعمال والمهن، وتغيرات الهياكل الوظيفية والمعرفية بالإضافة إلى توفير بنية تحتية وآليات داعمة لتعزيز وتطوير ريادة الأعمال، وكذلك تشجيع إجراء البحـوث العلمية والتطبيقية التنافسية التي تعـود بالفـائدة على مجتمعاتها، والعنـاية بحاضنات الإبـداع والتقنية التي تعمل على دعم وتمويل المشروعات الريادية وتقديم الدعم الفني والمالي والبشري لها^)[3](.
 
([1]) على محمد يحي: متطلبات تدويل خدمات البحث العلمي بجامعة أسيوط، المجلة التربوية لتعليم الكبار، جامعة أسيوط، العدد 2، المجلد15، 2020، ص 145.
([2]) إسراء سامي عبدالهادي: تجسير الفجوة بين مخرجات التعليم الجامعي المصري وسوق العمل فى ضوء متطلبات الثورة الصناعية الرابعة دراسة تحليلية، مجلة كلية التربية، جامعة بنها، العدد 124، أكتوبر، الجزء1، 2020.
([3]) فاطمة قمر الشناوي: دراسة مقارنة لبعض الجامعات الأجنبية ذات التوجهات الاستثمارية وإمكانية الافادة منها في الجامعات المصرية، (رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة عين شمس، 2013).ص 21.