الإِبْهامُ ودَوْرُهُ في إِشْكالِ النَّصِّ "دِراسَةٌ في تَفْسِيرِ القُرْطُبِيّ» الإِبْهامُ ودَوْرُهُ في إِشْكالِ النَّصِّ "دِراسَةٌ في تَفْسِيرِ القُرْطُبِيّ»

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

إن الناظر بعين الإنصاف إلى التراث العلمي والحضاري الذي خلَّفه لنا أجدادنا يُصاب بحالة من الذُّهُول والانبهار تدعو إلى الاعتزاز والفَخَار؛ وهو بِحَقٍّ شاهد مَجْدِ الأمة وبرهان عافيتها، حتى في أشد الظروف وأحلك المواطن من عمرها؛ لكن نفرا في عصرنا دأبوا على ضرب هذا التراث بعضه ببعض، وبودهم لو مَحَوْهُ من ذاكرة التاريخ وعمر الأيام؛ لـِجَرِّ الأمة إلى الانحراف عن الجادّة بعقولهم الكليلة وأبصارهم العليلة ونواياهم الخبيثة، حتى صار الناس حول كلام السابقين أحد رجلين: "رجل معتكف فيما أشاده الأقدمون، وآخر آخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون، وفي كلتا الحالتين ضرر كثير، وهنالك حالة أخرى ينجبر بها الجناح الكسير، وهي أن نعمد إلى ما شاده الأقدمون فنهذبه ونزيده، وحاشا أن ننقضه أو نبيده، علما بأن غمض فضلهم كفران للنعمة، وجحد مزايا سلفها ليس من حميد خصال الأمة"([1]).
 
([1]) ابن عاشور، محمد الطاهر (ت:1393هـ): التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد (1/7)، الدار التونسية للنشر، تونس-1984م.

الكلمات الرئيسية