منظومة القيم الحاكمة لمديري مدارس التعليم الثانوي العام لاتخاذ القرارات التربوية وانعكاساتها على التفكير الاستراتيجي في حل المشكلات المدرسية

مقدمة :

تمثل القيم أحد المجالات الأساسية في التعاملات البشرية علي اختلاف انواعها، ولا سيما في مجال التعليم ،حيث إنها المؤشر الحاكم للتفاعلات الإنسانية داخل إطار المدرسة. لذلك فإن الوعي بأهمية القيم ومضامينها التربوية ذو ضرورة مُلحة في تسيير الأداء وإنجاز العمل بأعلى كفاءة وأقل جهد ، ومن ثم تحرص المجتمعات علي اختلاف درجة تقدمها لتبني منظومة قيمية في مؤسساتها التعليمية هدفها بناء الإنسان القادر علي الحفاظ علي عادات وتقاليد ، وأمن واستقرار الوطن من اجل حل المشكلات التي تواجهه في العمل الإداري بكفاءة وفاعلية.
ولذلك يجب أن يمتلك مدير المدرسة كفايات تسمح له بالسلوك والعمل من خلال مهارات وقدرات واتجاهات مترابطة ، يكتسبها من خلال معارف وممارسات وخبرات تعليمية وتطبيقها وتوظيفها في الإدارة ، تمكنه من أداء مهنته بكفاءة ومهارة ( الجفيرات، 2020: 20).
 وفى هذا الصدد تشير النتائج التي قام بها كُلُ من (Niekerk & Botha) إلى أن 67% من المشاركين في الدراسة من المديرين شعروا بشدة بأهمية غرس قيم المدرسة حيث أكدوا أنهم استغلوا فرصاً مختلفة عن قصد لتذكير موظفيهم بأهمية القيم وإنه من المهم للقادة مثل المديرين عرض القيم من خلال أفعالهم خاصة إذا كانوا يمثلون مجموعة أو مجتمع اجتماعي معين . ( Niekerk & Botha 2017 : 139).
ولذلك يُعد المديرون في قمة جميع الأنشطة في الحياة اليومية للمدارس الثانوية وهذا ما ذكرته دراسة ( Adelibiyi) في أن وظيفة المديرين تتجاوز مجرد ضمان التدريس والتعليم ، فضلاً عن حسن سير المدارس الثانوية ، فهم مكلفون بمسئولية ضمان بيئة مركبة من الأمن والسلامة لكل من المتعلمين والمعلمين بل بالقيام بأدوارهم التي تتمثل في إدارة رؤية المدرسة ورسالتها ، ضمان التطوير المهنى للمعلمين وتعزيز العلاقات المعيارية عبر مجتمع المدرسة بأكمله، والتعامل مع التأثيرات الداخلية والخارجية وإدارة موارد المدرسة  (Adelibiyi, et al., 2019).
ولكي يقوم المدير بدوره المطلوب منه يجب ان يفكر بطريقة استراتيجية لحل المشكلات التي تواجهه، فالتفكير الاستراتيجي لمدير المدرسة يُعد أسلوباً مهماً يتمكن من خلاله مديري المدارس من الانتقال من مجرد العمليات اليومية ومواجهة الأزمات وصولاً إلى رؤية مختلفة للعوامل الديناميكية الداخلية والخارجية القادرة على تحقيق المسئوليات العملية والتربوية والاجتماعية والأخلاقية الخاصة بالعملية التعليمية ، ومن خلال ذلك تتحقق المسئوليات الوظيفية للمدير في قيادته للمدرسة ( مرسى ، 2017 : 178 ) . وعلى ضوء ذلك تعد الكفاءة في التفكير الاستراتيجي ضرورة في مجال أنشطة الأعمال وركيزة أساسية لتحقيق الميزة التنافسية، لقد أصبحت الكفاءة في التفكير الاستراتيجي – في مطلع هذا القرن – هي الميزة التنافسية الرئيسة، وذلك لأننا قد دخلنا فعلاً في مرحلة الثورة الاستراتيجية الفكرية. (توفيق، 2003-ب-: 9)