الأمن النفسي و فاعلية الذات لدى العاملين ببعض ‏القطاعات الصحية بالمملكة العربية السعودية

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يواجه الإنسان في القرن الحالي الكثير من الأحداث الضاغطة نتيجة للتطورات والتغيرات التي شهدها هذا القرن، والتي أصابته بالتوتر والأزمات والضغوطات وعوامل التهديد في مختلف مجالات الحياة، بحيث تحتاج من الفرد القيام بجهود جبارة، لأجل تحقيق ذاته، واثبات قدراته في عالم يَعم بالمشكلات النفسية، بحيث أدت إلى زيادة الضغوطات النفسية والاجتماعية وأثرت على مستوى الصحة النفسية لديه، ومن أبرزها ما يتعلق بمستوى الأمن النفسي الذي يُعد أحد مؤشرات تحقيق الصحة النفسية الايجابية ودونها سينشأ الفرد دون وجود أمن نفسي لديه، مما يؤدي به ذلك الأمر إلى التعرض للاضطرابات النفسية.
يُعد الأمن النفسي أحد أساسيات تحقيق الصحة النفسية، وأبرز المتطلبات النفسية لدى الفرد والتي يحتاجها بشكل يومي في حياته، والعالم ماسلو(Maslow) أول من تطرق لهذا المفهوم في نظريته، لكونه أهم عنصر في تحقيق الصحة النفسية، وذلك لكونه يتمكن من خلاله الفرد من التمييز بين التكيف النفسي مع ذاته ومع البيئة المحيطة به واحساسه بالهدوء النفسي؛ وبالتالي الوصول لمستوى من السعادة النفسية عبر اشباع كافة متطلباته، وبعيدًا عن التعرض لأي عثرات تحول من حصوله على الأمن النفسي، لذا فإن ادراك سلوك الإنسان وفهمه يحتاج لمنح المزيد من الاهتمام لكل من الفرد والبيئة المحيطة به (هاجر مناع، 2018: 1). 
والشعور بالأمن النفسي يستند على عدة مشاعر لها عدة دلائل متشابهة، مثل: غياب الخوف والاكتئاب والقلق، وإزالة جميع أشكال التهديد والمخاطرة على العناصر الشخصية مع شعور بالطمأنينة والثبات الانفعالي ومستويات ذات معقولية من تقبل عناصر البيئة النفسية وجميعها تُمثل دلائل على مفهوم الأمن النفسي، باعتباره شرطًا رئيسيًا لتحقيق الإتزان والثبات لشخصية الفرد خلال قيامه بمهامه ووظائفه(راندا متولي، 2018: 276).
ومن جانب آخر يرتبط مفهوم الأمن النفسي بفاعلية الذات باعتباره أحد المفاهيم النفسية التي لها تأثير على الصحة النفسية، وذلك لأن الفرد بطبيعته دائم التأثير في حياته وحياة المحيطين به وسلوكياتهم ومعتقداتهم، لذا فإن الأمن النفسي قد ينعكس على فاعلية الذات لديه، وهذا ما ينطبق على العاملين في بعض القطاعات وما يمتلكوه من امكانيه على تحقيق فاعلية الذات؛ حيث تشكل فاعلية الذات دورًا بارزًا في تسطير جميع التأثيرات في انفعالات الفرد سواء الايجابية أو السلبية، لكونها تتنبأ باحتمالية التقليل من الانفعالات السلبية بشكل مباشرة أو غير مباشر، مع الإقرار على أنها قد تؤثر على حياة الأفراد الاجتماعية(حبيبية روبيبي، 2020: 531).

الكلمات الرئيسية