العلاقة بين مجالات جودة الحياة وكل من القلق ‏الإكلينيكي وتوهم المرض لدى المراجعين النفسيين ‏للعيادات الخارجية

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

القلق في صورته الطبيعية شعور طبيعي يختلج الناس لدى مواجهة تهديد معيّن أو خطر أو إرهاق، والفرد عنما يشعر بالقلق ينتابه بشكل خاص شعور بالغضب والانزعاج والتوّتر، كما قد يشعر الفرد بالقلق نتيجة تجارب حياتية مثل خسارة وظيفة أو انهيار علاقة عاطفية أو مرض خطر أو حادث كبير أو وفاة شخص قريب، والشعور بالقلق في هذه الحالات أمر طبيعي لا يدوم عادة سوى لفترة زمنية محدّدة.
أما القلق في صورته غير الطبيعية أو المرضية فهو اضطراب يعد من أكثر الأمراض النفسية العصابية شيوعاً، ويصيب شخصاً من بين كلّ عشرين شخصاً في أيّ وقت من حياته، غالباً ما تبدأ هذه الاضطرابات في فترة الطفولة المبكرة، كما قد تظهر في وقت لاحق من مرحلة الطفولة أو في أيّ وقت من حياة المرء، وغالباً ما يبدأ اضطراب القلق فجأةً من دون سبب ظاهر، وهو يترافق إجمالاً بأعراض جسدية شديدة مثل انقطاع التنفس وخفقان في القلب والتعرّق والرجفة والشعور بالاختناق والغثيان وضائقة في البطن ودوار وإحساس بالوخز كالإبر.  Multicultural Mental Health Australia, 2018))  
ويرى بيك أن القلق المرضي ينشأ من الإفراط في تقدير الخطر كالتقدير المفرط للتغيرات الناتجة عن حادث ينطوي على الخوف، والتقدير المفرط لحدث يتسم بالشدة والعنف وينطوي على الخوف، والتقليل من قدرة الفرد على التغلب على الخطر ومواجهته، والتقليل من قدرة الأفراد الآخرين على تقديم المساعدة، ويقرر بيك أن الأفكار المثيرة للقلق تأتي من عديد من صور التفكير الخاطئ، ومنها التفكير المأساوي حيث تكون الكارثة هي المحصلة التي يمكن التنبؤ بها عندما يتوقع الشخص القلق والخطر أو مواجهة المشكلات، والتفكير المبالغ حيث يرى الفرد أن أي أخطاء بسيطة أو نواقص تصبح فشلاً مطلقاً أو أخطاء مميتة، والتفكير المفرط في التعميم والذي ينتج عنه ترجمة أي تجربة صعبة إلى قانون عام متحكم في مجمل وجدان الفرد، وأخيرا التفكير السلبي حيث فيه يتم التغاضي عن كل النجاحات الماضية والمصادر الشخصية ومواطن القوة.(Keedwell & Snaith, 1996, p: 171).

الكلمات الرئيسية