أولاً: مقدمة الدراسة: يعتبر اضطراب الوسواس القهري من أكثر الاضطرابات النفسية ألما وحِدة، وذلك لما يسببه من معاناة للفرد الذي يعاني منه ، فيحدث له قلق كبير مع ضياع للوقت والجهد واختلال في أنشطة الحياة اليومية العادية وحتى البسيطة منها. (Marijke, et al.,2008). كما يؤثر الوسواس القهري علي حياة المريض الأسرية ، والمهنية ، والاجتماعية ، مما يؤدي إلي العزلة وعدم الرغبة في العمل ، كما تتدهور علاقته بالآخرين خاصة في ظل ارتباط هذا الاضطراب باضطرابات نفسية أخري كالاكتئاب ، والقلق ، والمخاوف، والإدمان علي المخدرات والكحول(Fabrizio, et al.,2019) . ويعتبر الوسواس القهري من أكثر الاضطرابات النفسية المنتشرة بين الأفراد ،حيث يقدر انتشاره بنسبة (5%-3) بين الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية ، في حين ينتشر بنسبة (1-3%) بين أفراد المجتمع. (Tamara, et al.,2020) ولقد اهتم الباحثون في علم النفس في العقدين الماضيين بالفوائد النفسية لليقظة العقلية ، وما لها من دور مهم في التعامل مع حالات الاكتئاب بأنواعه ، والاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق كالوسواس القهري ، وحالات التوتر، وذلك بواسطة فك العلاقة التلقائية بين الأفكار ، والعادات ، وأنماط السلوك غير الصحية وارتباطاتها الانفعالية، ومعالجتها والتعايش معها بعقل منفتح والذي ينعكس إيجابيا علي الصحة النفسية. (العاسمي وجلال ،2018) وتساعد اليقظة العقلية علي استحضار الاهتمام الكامل للخبرات التي تجري في اللحظة الراهنة ، أي التركيز علي الأفكار والمشاعر والمثيرات والوعي بها ، دون إصدار أحكام عليها أو تفسيرها . (Chang,et al.,2015) كما تعد اليقظة العقلية حالة من الوعي بالأحداث الداخلية المصحوبة بالتقييم المستمر دون الاستجابة لها. (عبد الرحمن،2016) ويعد العلاج باليقظة العقلية عملية نفسية أساسية يمكن أن تغير الطريقة التي نستجيب بها للصعوبات التي لا مفر منها في الحياة ، ليس فقط لتحديات الحياة اليومية ، بل أيضا للاضطرابات النفسية . (Bajaj & Panda, 2015) والوسواس القهري يصيب عادة مجموعة من الناس من كافة الطوائف ، كبار وصغار ، ذكور واناث ، وقد أجريت دراسات تجريبية عديدة لعلاج هذا النوع من الاضطرابات .ومنها دراسات استخدمت العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي وهي دراسة (سمير، 2001،( ، وأخري استخدمت العلاج المعرفي السلوكي والعلاج المعرفي وهي دراسة 2006، Himle ، ودراسة أحمد هارون ،2014، وأخري استخدمت العلاج بالقبول والالتزام في خفض أعراض الوسواس القهري وهي دراسة رأفت أحمد ،2020 (