التربية والقيم مدخل لمهام جديدة للمدرسة الثانوية ‏ في بناء شخصية طلابها (إطار المفاهيم ، قواعد ‏الممارسات)‏

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يعد كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية كيانا مستقلا ينفرد بإطار قيمي خاص به يميزه عن غيره من المجتمعات ، هذا الإطار القيمي يوحد ويربط بين أبناء هذا المجتمع، ويجعلهم يشعرون بإنتمائتهم لبعضهم البعض، أما اذا اضطريت القيم في المجتمع وأصبح الإقتناع بها ضعيفا وتعرضت لتغيرات مستمرة فإنها تصبح غير قادرة على توجيه السلوك الإجتماعي.
ويرى النجيحي أن العملية التربوية السليمة لابد وأن توجهها قيم أساسية ترتبط بما يجب أن يتجه إليه النمو الإنساني الذي تعمل التربية على تحقيقه في أفراد البشر ومن ناحية أخرى تهدف التربية في نهاية المطاف في جميع عملياتها المختلفة وبأساليبها المتنوعة إلى تكوين الشخصية الأخلاقية لدى الصغار (النجيحي: ١٩٨١، ١١٦ ).
كذلك لا يمكن أن ننكر أثر المعلم في توجيه المناخ الأخلاقي في الفصل الدراسي من خلال الإنطباعات والآراء والتقديرات حول الأحداث والمشكلات الاجتماعية المختلفة وطبيعة قيم السلطة التي يستند إليها في تفاعلاته مع التلاميذ، وأيضا نوع وطبيعة الألفاظ التي يستخدمها المعلم بما تحمله من مضامين قيمية معينة (مکروم:1993: 207).
حيث يعتمد مستقبل مدينتنا الحاضرة في نظر الكثير من المفكرين على المدى الذي نستطيع عنده إنقاذ القيم وصونها من الأخطار التي تحدق بها اليوم ( قنصوه:١٩٨٤: 12) ، ذلك أن توارد العديد من التيارات الفكرية والثقافية في مجتمعنا قد أدى إلى كثير من عوامل الانفصال بين قواعد ممارسات السلوك وبين الأطر الفكرية الحاكمة لها والسياق الاجتماعي الذي يبرر مغذاها، مما جعل دلالات التطور المعاصر تحمل في طياتها كثير من عوامل التهديد للقيم في مجتمعنا، فقد اختلط مفهوم القيمة بين التوحد نحو غيات مثلى تدفع إلى ارتقاء الإنسان بما يليق بكمالات ذاته في ضوء مكانته الوجودية في الكون وبين توجه السلوك الإنساني نحو القيمة الفورية Cash value والانجاز المادي وهذا بالإضافة إلى الاضطراب والتخبط في مقاييس القيمة ومستوياتها التي تحظى بالقبول.

الكلمات الرئيسية