استخدام نموذج كولب في تدريس الأحياء لتنمية مهارات التفكير المستقبلي والتحصيل الدراسي لدي طلاب المرحلة الثانوية

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

أصبح الواضح لدينا جميعا أن هناك تغير وتحديث في شتي مجالات الحياة يوما بعد الآخر؛ فالثورة التكنولوجية والمعرفية لم تترك مجالا إلا وأثرت عليه؛ بالتالي كان لزاما على كل مؤسسات المجتمع مواكبة هذا التطور؛ وخاصة المؤسسات التربوية بمناهجها ومعلميها وطلابها وكل من يعمل فيها ويتعامل معها؛ ولم تعد الطرق العادية التقليدية في العملية التعليمية مناسبة لمواكبة كل هذه التغيرات؛ فالطريق الأمثل للتعامل مع هذه المتغيرات هو إعمال العقل والفكر الذي ميز به الخالق عز وجل الإنسان.
حيث تشير إخلاص حسن (٣٠٩،٢٠١٧) إلى أن الإنسان بطبيعته مخلوق مفكر، ويرتبط تفكيره بثقافته، وميوله واهتماماته، كما أن هناك علاقة وثيقة بين المستوي المعرفي للفرد وبين مستوي تفكيره، ومن أهم وظائف التفكير للإنسان اكتشاف أسرار الكون والتعرف علي آيات الله الكونية، وحل المشكلات التي تواجهه في حياته تفاعله مع البيئة المحيطة، والبحث عن بدائل بما يمكنه من اتخاذ قرارته السليمة.
كما أن التفكير يجعل من الطالب إنساناً مرناً محافظاً على أصوله ومبادئه، وينظر إلى عصره مبتكراً ومستخدماً لتكنولوجيا المعلومات في بيئته وحياته، ويتعلم الطلاب من التفكير المهارات الكثيرة كالربط والاستنتاج والمقارنة والتحليل والتفسير والتوقع وحل المشكلات لإمكانية التعامل مع البيئة المحيطة وحل معضلاتها (فارس راتب،١٤،٢٠١١).
وتشغل مهارات التفكير بأنواعها ومستوياتها المختلفة وضعا مركزيا في التربية الحديثة، فتعليمها الآن أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضي؛ فالتفكير هو الوسيلة المثلي لحل أي مشكلات اجتماعية، أو اقتصادية، أو تربوية، أو سياسية؛ مما يفرض على المتعلم ضرورة امتلاك الاستراتيجيات التي تمكنه من مواجهة الصعوبات والتحديات وتعالج المعلومات (بليغ حمدي، 2022، 7).
مما سبق يتضح أن إكساب المتعلم لمهارات التفكير المختلفة يجب أن يكون من أهم الأهداف التي يجب أن تسعى النظم التربوية إلى تحقيقها في الوقت الحاضر لمساعدة الطلاب على حل المـشكلات، وتجـاوز صعوبات التعلم التي تواجههم في المدرسة، وتقييم آراء الآخرين في مواقف كثيرة والحكم عليهـا بدقة وتحرير عقول التلاميذ وتفكيرهم، واحترام وجهات نظر الآخرين وآرائهم وأفكارهم.
ومن أهم أنواع التفكير التي تؤثر تأثيرا واضحا في مستقبل الفرد والمجتمع بأكمله التفكير المستقبلي الذي يؤثر في حياة الفرد، ويساعده علي التخطيط وتوقع المستقبل وتصور سيناريوهات لمستقبل أفضل، والقدرة علي حل المشكلات التي تواجهه في شتي مجالات حياته، بناءً علي أسس سليمة وعلمية، ومن ثم كان لابد من الاهتمام بالتفكير المستقبلي في مناهجنا والتخلي عن طريقة الحفظ والتلقين التي لا تتعدي مرحلة التذكر واسترجاع المعلومات والتي تتعامل مع الطالب علي أنه أداة للحشو والتلقين؛ ويعد تنمية مهارات التفكير المستقبلي لدي الطلاب في ظل المتغيرات الحديثة في العصر الحالي من المقومات الرئيسة في صناعة النجاح لحياة الطلاب، فنجاحهم مقرون بما يتوافر لديهم من رؤي واضحة لمعالم المستقبل وتمكن من مهارات التفكير المستقبلي   (Prabhakar J& Husdson J,2014,95) (*)     
 
(*) تم توثيق المراجع الأجنبية تبعا لنظام APA Version 7.  

الكلمات الرئيسية