فعـالية برنامج عـلاجي معـرفي سـلوكي في خفـض التشـوهات المعـرفية لـدى عينة مَن المدمنين

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

أولاً: المقدمة:
المعرفة والأفكار تجعل الإنسان يكتسب مشاعرَ معينة، و إدراكنا لهذه المشاعر هو الذي يتسبب في حدوث المشكلات الانفعالية والسلوكية، وعندما يكون هذا الإدراك مشوهاً، فإنه يتسبب في عدم القدرة على التكيف مما يؤدي إلى ردود فعل انفعالية زائدة لا تتلائم مع المواقف أو الحدث، وقد لا يكون الفرد على وعي بهذه الأفكار، ولقد أدرك بيك أن العمليات المعرفية المشوهة تؤثر على الانفعال وبالتالي على السلوك (2004:20 Rosenfield , )
        إن التشوهات المعرفية نوعٌ من أنواع التفكير الذي يؤدي إلى التحيز لشيءٍ ما وتفضيله عن غيره دون الاستناد إلى أسس موضوعية، وتتمثل في التهويل والتضخيم، التفكير الثنائي، الإفراط في التعميم الزائد، المبالغة في لوم الذات والآخرين، التجريد الانتقائي، القفز إلى الاستنتاج الاعتباطي. (داليا خيري و نبيل عبد الهادي .2017)
         والتشوهات المعرفية ليست قاصرةً على فئةٍ دون فئة، ولا توجد في مجتمع دون مجتمع، وهي لا تقتصر على مرحلةٍ عمرية دون أخرى، فهي سائدةٌ عند جميع الناس؛ فالتشوهات المعرفية توجد لدى المرضى النفسيين، حيث بينت دراسة (مؤيد محمد .2020) وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين أعراض الشخصية الوسواسية القهرية والتشوهات المعرفية، كما أوضحت دراسة ( محمد حميد. 2019 ) وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة والتشوهات المعرفية، وأشارت دراسة ( تيماء جهاد ، حنان إبراهيم. 2022) الي وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين التشوهات المعرفية وظهور أعراض اضطراب الشخصية الحدية.     
        كما توجد هذه التشوهات لدى المرضى العضويين، حيث بينت دراسة (زينب النوبي .2021) "التشوهات المعرفية لدى مرضى الشلل الرعاش "باركنسون" عن وجود علاقة إيجابية بين أنماط التشوهات المعرفية ( القفز إلى الاستنتاج ، الانتقاء السلبي ، لوم الآخرين ، التعميم ، التفكير الكارثي ) واضطراب الشلل الرعاش ( باركنسون ) ، ودراسة( نهال جول و فيصل محمد. 2017)، حيث أظهرت النتائج أن هناك تشوهاتٍ معرفيةً سائدة لدى مرضى الصداع النصفي في المواقف الاجتماعية ومواقف الإنجاز وأبرزها: عبارات الوجوب، التصفية الذهنية، التفكير الكارثي، ولا تخلو الفئات العمرية المختلفة من التشوهات المعرفية ، فأوضحت دراسة (راهبة عباس و ختام شياع. 2016 ) وجود تشوهات معرفية لدى طلبة المرحلة المتوسطة ،
 كما بينت دراسة (هبة محمود. 2018) وجود ارتباطات موجبة دالة إحصائياً بين التشوهات المعرفية الموقرة للذات وكلٍّ من العدوان الاستباقي والعدوان الاستجابي.
وعلى نحو ما سبق، فالأمر ليس قاصراً على الفئات السابق عرضها، ولكن هناك أيضا المدمنون الذين يكثر لديهم التشوهات المعرفية، وهذا مابينته دراسة (فيصل اﻟﺤﺎرثي. ٢٠١٣)، حيث أظهرت اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ أن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ارﺘﺒﺎطية ﻤوﺠﺒﺔ داﻟﺔ إﺤﺼﺎئياً بين اﻟﺘﺸوﻫﺎت اﻟﻤﻌرفية وبين اﻟﻌدوان لدى المدمنين، كانت اﻟﺘﺸوﻫﺎت اﻟﻤﻌرفية ذات اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻرﺘﺒﺎطية اﻟداﻟﺔ إحصائياً ﻟﻼﺴﺘدﻻل 

الكلمات الرئيسية