أبعاد صعوبة التعبير عن المشاعر وعلاقتها بالأعراض الاكتئابية لدى الأطفال مجهولي النسب

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

الأسرة هي الأرض التي تنبت فيها أول بذور الطفل، منها يرتشف كل القيم والمبادئ والأخلاقيات، وعليها يرتع وهو آمن على نفسه، يجد من يحتضنه منذ أول إطلالة لـه على الدنيا، لا يحمل للغد هماً، ولا يأمل من اليوم سوى الفرح والسعادة واللعب، هي التي تحضنه، تمد يدها لتحميه في السواء والمرض، وفي كل الأوقات، إنه بدونها بلا هوية، ولا كيان، ولا معنى، ولا قيمة، ذاته في وجودها، بقاؤه مرهون بها، وجوده لا أهمية لـه ما لم تكن هي التي أنبتته، تتركه يزرع، يحرث ثماره، يقلب فيها، تصبر عليه حتى تجني معه كل الثمار التي سمحت هي بزرعها، وكلما كان الناتج كما أرادت وأراد، نجد في النهاية طفلاً سوياً من كل الوجوه، صحياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً، أنماطه السلوكية متوافقة مع البيئة والآخرين، ذا انتماء لها وللوطن ولكل ما حوله.
والأسرة هي أفضل مكان ولا مكان سويّ يمكن أن ينمو فيه الطفل إلا أسرته (Lee, 1995: 127)، فمع بداياته الأولى ينمو ضميره ويتطور معتمداً عليها ومتوحداً معها، إنه يوحد نفسه مع أبويه، يفعل كما يفعلان، يقلدهما، واعتماده عليهما، لا يعني في النهاية سوىّ أنه سيكون قد عرف الصواب من الخطأ، إذ أن نضج الضمير ونموه إنما يتم بالتوحد الاعتمادية على الوالدين خصوصاً خلال سنوات حياته الأولى (Engle and Snellgrove, 1974: 354 – 355). إن الآباء يلعبون دوراً مهماً في توافق أولادهم، خصوصاً فيما يتصل بنموهم وكينونتهم (Mark, 1997)، بمعنى أن العلاقات الأبوية الحميمة تؤدي إلى التوافق النفسي لأولادهم، وإهمال العلاقة بينهم وبين أولادهم يؤدي إلي سوء التكيف والتوافق (Vicky, 1997)، والأبوة تعني الحب والرعاية للأطفال ومساعدتهم على النمو، إنها وظيفة تؤدي بطرق متنوعة وأساليب مختلفة، كما أنها ترتبط بمواقف متنوعة (Verdene, 1985: 43)

الكلمات الرئيسية