يشهد العالم المعاصر ثورة في شتى مجالات التقدم المعلوماتي والتكنولوجي، في حين يواجه المتعلم العديد من المشكلات خلال تعلمه القائم على ممارسات التلقين والسرد، التي تحد من عمليات التفكير لديه؛ فضلاً عما يصاحب التلقين من رتابة وملل، وما يترتب عليه من انخفاض في مستويات التحصيل، ونقص في الشعور بمتعة التعلم المصاحبة لعمليات البحث والتفكير. ويستدعي ذلك إعادة النظر في أساليب التدريس المعتادة، واستخدام أساليب حديثة تساعد المتعلمين على التفكير والتعلم الفعال، لتنمية الجوانب المعرفية، والمهارية، والوجدانية لديهم، وتمكينهم من تمثل المعرفة، وانتاجها وتوظيفها في حل ما يواجهم ومجتمعهم من مشكلات آنية، وتحديات مستقبلية.
فأهداف التعليم لم تعد قاصرة على إفهام المتعلم ما يتعلمه؛ أومساعدته على استرجاعه فحسب؛ بل تعدى ذلك إلى تنمية مهاراته التفكير لديه، ليتمكن من التصرف بشكل أفضل، في كل ما يواجهه من مواقف حياتية تتطلب إعمال عقله، لإنتاج أفكار وحلول متعددة ومتنوعة، حيث يتمثل جوهرعملية التفكير في إعمال المتعلم عقله فيما يدور حوله من عوامل ومتغيرات يتفاعل معها.
وأظهرت دراسة عبد الفتاح (2016) أن المتعلم يقوم باستقبال المعرفة، وتنظيمها، واستيعابها من خلال مجموعة إجراءات وعمليات تفكيرية متشعبة، تولد لدي المتعلم حالة من التأمل في الأشياء، للوصول إلى نتائج تتسم بالمرونة، وتعزز عملية الإبداع لديه، فيسترسل في توليد الأفكار بحرية، ودون توقف. وتستحث استراتيجيات التفكير المتشعب لدى المتعلم عمليات تفكيرية متنوعة للوصول إلى إجابات متعددة لما يواجهه من مشكلات، وتعتمد عمليات التفكير المتشعب على نظريات عمل الدماغ.