المقولات وتنزيه الله تعالى عن معناها المادي

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

قال اللّه تعالى:{اللَّهُ خَالِقُ کُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَيْءٍ وَکِيلٌ}[الزمر:آية 62]
التفکير مفهوم  من معاني الإنسانية،هو صفة ذاتية بها قوام الإنسان،تشتد بها إنسانية  الفرد وتضعف تبعا لقوة أو ضعف العقل،من حيث إدراک المعاني و الوصول إلى اليقين.القوانين العامة للفکر بديهيات توصل العقل إلى الأحکام  الصادقة،وتحديد حقيقة الأشياء.قانون الهوية فيها يقرر أن لکل شيء حقيقة واحدة ثابتة لا تتغير مهما اختلفت صفاته العرضية.لا تجتمع حقيقة الواجب وحقيقة الممکن في موجود واحد.والموجودات اثنان إما واجب أو ممکن،لا ثالث لهما.من عرف نفسه فقد عرف ربه،من عرف أنه مخلوق،وأن وجوده طارئ،واحتاج إلى مرجح يرجح وجوده على عدمه،علم أنه  فقير محتاج إلى القديم الغني عن العالمين
الماهيات  حقائق الأشياء أوجدها الله في العالم،ويجود بادراک مفهومها على الخاصة،ويفيض بحقيقتها على المصطفين،فيفترق الناس إلي العالم والجاهل والي مرکب الجهل،کل حسب ما يتحمل من تلقي و استيعاب العلم،کل إنسان حسب قدراته،فانهل من العلم ما استطعت ليسهل عليک اختيار الاعتقاد.يسر الله لک وسائل المعرفة من البديهيات والأوليات،لتعبر بها إلى کل مجهول،وتصل بها إلى حقائق الأمور.وتحصل علىمعاني کلية،ومفاهيم اعتبارية منتزعة من الماهيات،نسبة النفس إلى هذه المفاهيم هي نسبة الفعل،تخترع فيها النفس وتصطنع من هذه المعاني،حقائق وأحکام،وفق تصورات ذهنية دقيقة،فأنت وما اعتقدت وما حکمت وما فعلت،وما التزمت به من التکليف،فإذا کنت ممَنْ{خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى.فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: آية40-41]
أثبت العلماء لله صفات الکمال من منطق،أن ليس کمثله شيء،وکل شيء من الممکنات لا يخرج عن حکم من أحکام المقولات،التي نزه العلماء الله عنها،لأن الحوادث إما جواهر لازمها التحيز والحرکة والسکون،وإما أعراض لازمها القيام بالغير،فإذا لم يکن الله متحيزا فهو ليس بجوهر،وإذا لم تتعلق ذاته بالزمان والمکان فهو مخالف للحوادث،وإذا کان لا يحده مکان فهو قائم بذاته غني عن المکان،وينزه عن الکم فهو واحد أحد لا شريک له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله،هو الملک له ملکوت السموات والأرض،لا يحدث في ملکه إلا ما يشاء،منزه عن الأعراض،خالق يؤثر بأفعاله في العالم،ولا يؤثر فيه شيء،وهذا هو موضوع البحث:"المقولات،وتنزيه الله تعالى عن معناها المادي"،يتکون من فصلين وخاتمة

الكلمات الرئيسية