استخدام استراتيجيات التفکير المتشعب في تدريس الأحياء لتنمية عادات العقل والفهم العميق والتدفق النفسي لدى طلاب المرحلة الثانوية

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

لقد أصبح العالم يتغير بسرعة لا يمکن تقديرها ليس فقط في مجال التعليم، وإنما في کافة الميادين؛ لذلک يتطلب العصر الحالى إعداد الطالب القادر على التعلم المستمر والمنتج، ليس الطالب المستهلک للمعرفة، وأيضاً يتطلب عقول مفکرة بصورة تتناسب مع عصر الانفجار المعرفي وتراکم المعلومات.
ومن منطلق أن التربية تعمل على الاستفادة مما توصل إليه العلم الحديث؛ لمواجهة ما يعتريها من مشکلات تنظيمية وتربوية؛ بهدف إعداد مواطن قادر على التکيف مع تطورات العصر، والتعامل مع مشکلاته وإنجازاته؛ فإنه ينبغي عليها أن تهتم بتزويد الدارسين بالقدر المناسب من المعارف والمهارات الضرورية، واکسابهم أساليب التفکير المناسبة لتساعدهم على حل مشکلاتهم اليومية؛ لذا يحاول المتخصصون في مجال التعليم تحسين النماذج التعليمية التي توجه الطلاب ليس فقط من خلال التعلم ولکن أيضا من خلال التفکير بطريقة عميقة (Gullamhussesin, 2013).
لذا فإن کثيرًا من المجتمعات العالمية توجه کافة جهودها نحو إعداد الطالب القادر على إدارة عملياته الذهنية بکفاءة عالية؛ لمواجهة تغيرات الحياة المتسارعة، ولا يتم ذلک إلا من خلال تعليم الطالب وتزويده بالمعلومات التي تجعله قادرًا على النجاح في حياته والتخطيط للمستقبل، وتنمية مجتمعه، ويترتب على ذلک ضرورة إحداث تغيير في اسراتيجيات ونماذج التدريس؛ لجعل الطالب قادرًا على التفکير السليم ممتلکًا المعرفة، والمهارات الأساسية التي تمکنه من مواکبة العصر، وملاحقة التطورات السريعة التي تحدث من حوله.
ولذا أصبح الاهتمام بتنمية عادات العقل حاجة ملحة؛ لأن العالم أصبح أکثر تعقيدا نتيجة التحديات المتعددة في شتى المجالات، وأن النجاح في مواجهة هذه التحديات يعتمد بلا شک على کيفية استخدام المعرفة وکيفية تطبيقها؛ وذلک لإعداد جيل قادر على مواجهة المشکلات بمرونة ومثابرة وحب استطلاع، وبما يساعده على مواکبة التقدم السريع في شتى مجالات الحياة.
وتنادی أساليب التربية الحديثة بأن يکون استخدام عادات العقل توجهًا رئيسًا في جميع مراحل التعليم، حيث إن عادات العقل تؤثر في کل شيء، فعادات العقل لها أدوارًا مهمة وفعالة في العملية التربوية؛ حيث إنها تساعد على تنمية المهارات العقلية لدى المتعلمين، وإتاحة الفرصة لرؤية مسار التفکير لديهم، وإجادة تعاملهم مع المعلومات من مصادرها المختلفة، وتحمل مسئولية تعلمهم.
وتمثل عادات العقل فلسفة تربوية ترکز على تعليم عمليات التفکير للأفراد بطريقة مباشرة تساعدهم على اکتشاف معانى تلک المعلومات وتطبيقها فى حياتهم اليومية، فالهدف من الاهتمام بعادات العقل يتمثل فى المساعدة على استخدام عمليات التفکير فى التمکين من المعلومات الحالية، والتأکيد على قدرة الافراد على الفهم واکتشاف المعنى.

الكلمات الرئيسية