الخصائص السيکومترية لمقياس خبرات الإساءة الوالدية لدى عينة من طالبات المرحلة الثانوية في مدينة بريدة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

تعدُّ الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى لعملية التنشئة الاجتماعية للطفل؛ حيث توفِّر له احتياجاته الجسميَّة والنفسيَّة والمعرفية، والتي بدورها تهيئ له عملية النمو الشامل والسليم؛ وتؤهله لخوض حياته الاجتماعية فيما بعد بصحة نفسية، وفي المجتمع العربي الإسلامي نجد أن مسؤولية الأسرة في الحفاظ على الطفل لم تُسند إلى العواطف التي قد تفسدها النزاعات، ولم تُترک إلى القوانين الصادرة من منظمات رسمية فقط، بل حفظ الإسلام للطفل حقوقه، وألزم الوالدين بها، ابتداءً من اختيار الفرد شريک حياة صالحاً، وانتهاءً بکل ما يضمن للطفل نمواً سوياً وشاملاً، منذ أن کان جنيناً في بطن الأم حتى يکبر ويشتد ويخرج من طور الضعف، وبالرغم من ذلک، فقد لا يکون المُناخ الأسري آمناً کما ينبغي؛ إما لاختلاط أساليب المعاملة الحازمة بالقسوة، أو للجهل بأساليب التربية السوية، أو لعدم الفهم الکافي لاحتياجات ومتطلبات الطفل، أو لتأثر الأسرة في تربية أبنائها بالأساليب السائدة في الثقافة المجتمعية. وغيرها من الأسباب التي قد يقع فيها الطفل ضحية لنظام الأسرة المضطرب، مما يجعله عرضة للإساءة، سواء کانت إساءة جسمية أو نفسية أو جنسية أو إهمال، وتعرف خبرات الإساءة Abuse Experiences بأنها:
مجموعة المواقف والأحداث التي عاشها الفرد في مرحلة طفولته، وتکون صادرة عن الوالدين أو الشخص القائم بالرعاية، سواء عن قصد أو من غير قصد، ويظهر فيها اعتداء عليه، أو إضرار، أو إيذاء بدني، أو ألم انفعالي، أو إهمال، أو استخدام له في أغراض جنسية، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بهم صحياً، وجسدياً، ونفسياً. ويعوق نموَّهم الطبيعي، ويترک أثراً سلبياً عميقاً في سلوکهم وعلى شخصيتهم في المراحل اللاحقة من حياتهم (نورا عرفة، 2015، ص ص 472-473).
والإساءة للأطفال ليست مشکلة حديثة، ولکن لم يتوجَّه الاهتمام نحوها حتى منتصف القرن العشرين تقريباً؛ ولعل السبب في تأخر الاهتمام بها يعود للنظرة السائدة للأساليب القاسية من العقاب على أنها أساليب تربوية يحق للوالدين ممارستها (ديفد وولف، 2005)، وتعد مقالة "الطفل المصدوم" التي نشرها Kempe وزملاؤه عام 1962 سبباً في لفت الأنظار لمشکلة الإساءة للأطفال، وأُصدرت بعدها التشريعات لحماية الطفل ومساعدة الأطفال المساء إليهم (الفرحاتي محمود، 2009)، ومما يجدر الإشارة إليه أن أضرار الإساءة لا تقتصر على الآثار الجسمية فقط أو المرحلة العمرية التي تحدث فيها الإساءة، بل تتعداها لآثار عاطفية وربما معرفية تلاحق الطفل في مراحل عمره المقبلة، وتخلف له الأضرار والمشکلات النفسية، وهو ما أشارت إليه دراسات عديدة منها دراسة فهمي سعيد (2008) التي أشارت إلى وجود علاقة ارتباطية دالة بين خبرات الإساءة وجنوح الأحداث، وکذلک ترتبط خبرات الإساءة بالقلق العام، والرهاب، واضطراب السلوک، والعناد، ارتباطاً موجباً کما في دراسة هشام مخيمر (2004)، وإضافة إلى احتمالية حدوث هذه الاضطرابات تکشف دراسة رشا هدية 2018)) عن وجود علاقة سالبة بين الشعور بالأمن النفسي لدى المراهقين وخبرات الإساءة، وأيضاً ترتبط خبرات الإساءة مع المرونة النفسية بعلاقة سالبة، کما في بيجوفيک ميلوفانجفتش وآخرين (Pejovic-Milovancevic et al., 2014).

الكلمات الرئيسية