تطوير مناهج الأحياء في ضوء نظرية الذکاء الناجح لتنمية الفهم العميق والتفکير الإيجابى والمشارکة المجتمعية لدى طلاب المرحلة الثانوية

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يشهد العالم اليوم العديد من المتغيرات التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل، حيث التقدم المعرفى والعلمى والتقنى في شتى ميادين المعرفة، والتي جعلت العالم وکأنه قرية صغيرة تسهل فيها حرکة الأفراد والسلع والمعلومات ورأس المال، وعليه کان لزاماً على الدولة التي تريد أن تضع لنفسها مکانة على خريطة العالم المتقدم أن تهتم بتنمية قدرات ومهارات أفرادها بما يؤهلهم لمواکبة هذه التغيرات المتلاحقة، والتفاعل الإيجابى مع مواقف الحياه المختلفة، معتمدين على أنفسهم في حل ما يواجههم من مشکلات.
ويرى  Stephenson (2014, 85)أن الفهم العميق هو الفحص الناقد للأفکار والحقائق الجديدة ووضعهم فى البناء المعرفى القادم وعمل ترابطات متعددة بين هذه الأفکار وبعضها، کما يعنى القدرة على تقديم التفسيرات المختلفة لمشکلة أو موضوع معين وإيجاد حلول جديدة لهذة المشکلة، أى أنه يعنى أن يحقق الطالب أکثر من مجرد إمتلاک المعرفة، ولکنه يتضمن ويتطلب إستبصارات وقدرات تنعکس فى أداءات متباينة، کما إنه لا يحدث تلقائياً بل يحتاج إلى تکوين عادات عقلية لدى الطالب تنمى قدرته على التفسير والتأمل وإحداث المعالجات العميقة المتمثلة في عمليات فهم المعانى، وتحديد المبادئ والأفکار، وتوظيف الأدلة والراهين، ودمج المعرفة الجديدة بالمعرفة السابقة، والتقييم النقدى.
ويعد تعليم التفکير أحد المجالات المهمة في تکوين شخصية المتعلم، حيث إن الهدف الأسمى للتربية هو إعداد أفراد مؤهلين على درجة عالية من الکفاءة ومبدعين قادرين على تطوير المجتمع، ولديهم مرونة عالية تساعدهم على تطوير أنفسهم ومواکبة التغيرات ومستجدات العصر (وليد رفيق، 2011، 13).
ويعد التفکير الإيجابى نتاج الخبرات الذاتية والسمات الفردية الإيجابية، فهو آلية للتحکم في الذات عن طريق ما يقدمه الفرد من إنجازات، وإيمانه بقدراته واستغلاله لها أفضل استغلال؛ مما يدفعه نحو تحسين جودة حياته، فهو ليس مجرد البحث عن جوانب القصور والضعف الموجودة لدى الفرد، إنما هو فرصة للبحث عن مکامن القوة البشرية، فالتفکير الإيجابى هو مهارة لدى کل فرد، يسعى من خلالها للبحث عن التفاؤل أو السعادة والرضا عن الحياة (تهانى عطيه، 2018، 5)

الكلمات الرئيسية