الوعي التربوي بالأبعاد الثقافية لدى معلم التعليم العـام على ضوء بعض المتغيرات العالمية المعاصرة (دراسة تحليلية)

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

مقدمة البحث :
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ  ذَٰلِکَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة :آيه 33)
وصدق على بن أبى طالب رضى الله عنه بقوله ( لا تربو أولادکم على أخلاقکم ، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانکم)..حيث يموج عالمنا المعاصر بألوان وأنواع من التحديات والصراعات التى تمس جميع جوانب الحياة سواء فى الدول المتقدمة أو الدول التى تحاول التقدم ، وعالمنا العربى جزء لا يتجزأ من هذا العالم، يتأثر بمايحدث فى حياته المترامية، کما يؤثر فى هذه الأحداث. ( کوجک ،2001،ص 72)
          في زمن سمته التغير السريع، يعتبر المعلم هو الصانع الذي تعد إليه الأمة شرف تنمية شخصية أبنائها تنمية کاملة متزنة، بقدرته على التأثير فيهم، وبإدراکه لأصول فنه، ولممارسته لتلک الأصول عن فهم وإيمان برسالته وأهميتها وخطورتها، ولاشک إن هذا التغير المتسارع جعل هناک نوعاً من الشعور بأن العملية التعليمية لم تصل إلى المستوى المطلوب لمواکبة تلک الأوضاع المتغيرة ومثل هذا التغير المتسارع يطرح آثاره وتداعياته على مختلف جوانب الحياة المادية والروحية للإنسان، ويثير مشکلة تکيف البشر مع هذه التغيرات، وقدرته على التعامل معها.( العازمى وأخرون،2016، 1)
      وفى  ظل التزايد الکبير فى المعلومات وتقدم المعرفة، أصبح لزاماً على المجتمعات ان تطور أنظمتها التدريجية وأن تبتعد عن القوالب الجامدة التقليدية، وأن تفکر بأنماط جديدة وأساليب حديثة تنسجم وعمله التنمية لتکون بمثابة استجابة للمتغيرات المتسارعة ومواکبة للتطور والتقدم الذى يعيشه العالم فى ضوء الطلب الکبير من مجتمع المعلومات على التطبيقات التکنولوجية الحديثة التي تتصف بالمرونة والکفاءة والتصميم الجيد (يمانى، 2006، 4 ) .
إن الأبعاد الثقافية تمثل الأساس لسلوک المتعلمين واستجاباتهم ، ولأن المعلمين أفراد مثقفون فإن طرق التدريس الخاصة بهم تعتمد على القيم الثقافية.Ziegahn.2001p9))
وهنا يظهر دور العوامل الثقافية وأدوات التنشئة الاجتماعية ومنها التعليم والمسئولية الملقاة عليه للعمل على مواجهة هذه الأوضاع المتغيرة، والتي عجز أمامها عن مواکبة التطور العالمي وعدم الاتساق بين مضمون العملية التعليمية واحتياجات المجتمع وضرورة إعادة النظر في شکل التعليم ومضمونه بحيث يستجيب للظروف الجديدة([i])، وعلى هذا يأتي التأکيد على أن البداية الحقيقية لتطور التعليم أن يکون شاملاً ومتکاملاً عبر مراجعة برامج إعداد المعلم، باعتباره حجر الزاوية في العملية التعليمية، والمنفذ للبرامج التعليمية والمشرف عليها والقادر على إنجاحها وتحقيق الأهداف المنشودة منها، ومن هنا فإنه من الضروري مراجعة برامج إعداد المعلم والعناية بهذا الإعداد من جميع جوانبه، کما أنه من الضروري أيضاً العناية بنوعية الإنسان المعلم وکفاياته المهنية والشخصية، فکم من منهج دراسي لا يراعي طبيعة النمو النفسي للتلاميذ انقلب أداة تربوية جيدة في يد معلم کفء وقدير، بينما قد ينقلب منهج تربوي ممتاز في يد معلم غير کفء إلى خبرات مفککة يعوزها التناسق والترابط، وإصلاح التعليم لا يتأتي إلا بإصلاح المعلم، حيث أنه لم تکن هناک مدرسة أفضل من مدرسيها، ولا يوجد منهج مدرسي يرتفع فوق مستوى علمي.
کما أن التکنولوجيا أمر هام بالنسبة للمعلمين حيث أنها أداة تسهل عملية التواصل داخل حجرة الدراسة : فهى عنصر مساعد وفعال ؛ ومسهل ومحفز فى العملية التعليمية ولکن فى الوقت ذاته لا تغنى عن المعلم.( Shehata 2008. P21)



 

الكلمات الرئيسية