إن للغة دورًا عظيمًا في حياة الفرد والمجتمع؛ فهي وسيلة المجتمع للتفاهم، وأداة الأمم للتواصل، وهي وسيلة الإنسان للتعايش مع الأخرين، وقضاء حاجاته، والتعبير عن أفکاره وعواطفه، کما أن لها فضلاً کبيراً في کل ما وصل إليه الإنسان من تقدم ورقي.
والاتصال الشفوي عملية ثنائية يتبادل فيها المرسل والمستقبل الأدوار، فالمرسل قد يکون في أثناء الحديث مستقبلاً، والمستقبل قد يکون مرسلاً.(علي مدکوروآخرون،2010 ، 394).
وإذا کان التواصل اللغوي بعناصره الأربعة (الاستماع _ التحدث_ القراءة _ الکتابة) هو العملية التي يتم بمقتضاها نقل المعاني والأفکار، فإن التواصل الشفوي (الاستماع_ التحدث) يعد العنصر الأهم في هذه العملية التواصلية؛ فهو العملية الأساسية لإتمام العلاقات الاجتماعية وتحقيق التفاعل بين الأفراد، فاللغة سمعية شفوية في المقام الأول، وذلک يعنى بالضرورة أن تکون الأولوية في دراسة اللغة وتدريسها إلى الجانب الشفوي دون منازع، فالناس يستخدمون الکلام أکثر من الکتابة. (علي مدکور2000، 196).
ويشغل فن التحدث مکانًا بارزًا بين فنون اللغة العربية، لأنه لغة العقل المفکر، کما أن التحدث وسيلة الفرد لإفهام الآخرين، ويتضمن التحدث مهارات رئيسة: منها ما هو متصل بالجانب الفکري، وأيضا الجانب اللغوي، بالإضافة إلى الجانب الصوتي، والجانب الملمحي، ثم الجانب التفاعلي ولکل جانب من تلک الجوانب مهارات فرعية أخري.( مصطفي رسلان شلبي، 2010، 18).
ويستمد التواصل الشفوي أهميته من أنه أقدم عمليات التواصل وأکثرها فاعلية، فاللغة بجانبها الصوتي الشفوي المنطوق أکثر استعمالًا من الجانب التحريري المکتوب(والترنج- أونج،1994).
ولتنمية مهارات التواصل الشفوي أهمية کبيرة لتلاميذ المرحلة الإعدادية؛ لأنها تساعد التلميذ على التعبير عن الأفکار والعواطف والانفعالات والأحاسيس والحزن والفرح والألم لديه، ووصف مظاهر الطبيعة وأحوال الناس، ولابد من تدريب التلميذ على تلک المهارات.
الإحساس بالمشکلة:
قد استشعرت الباحثة وجود مشکلة البحث من عدة مصادر[1]:
1- الخبرة الشخصية: من خلال خبرة الباحثة في الميدان حيث تعمل معلمة للغة العربية ويشارکها في ذلک المهتمون بالعملية التعليمية، وبمجال التواصل الشفوي تبين لهم أن هناک ضعفـًا في تدريس اللغة العربية بشکل عام، والتعبير الشفوي بشکل خاص. الدراسة الاستطلاعية: قامت الباحثة بإجراء تحليل لکتابات مجموعة مکونة من 20 طالبًا وطالبة، وذلک بعد تکليفهم بالتحدث في بعض الموضوعات التعبيرية؛ للوقوف على مدى تمکن طلاب الصف الثاني الاعدادي من مهارات الاستماع والتحدث ، وتبين من خلال التحليل مدي افتقار هؤلاء الطلاب إلى مثل هذه المهارات في حديثهم، مما يؤکد حاجاتهم إلى تنمية مهاراتي الاستماع و التحدث، لتخريج طلاب قادرين على التواصل الشفوي.
[1] يسير التوثيق على النحو التالي( اسم المؤلف الأول والثالث، وسنة النشر، ورقم الصفحة).