تطوير مناهج العلوم للتلاميذ المعاقين سمعيـًا بالمرحلة الإعدادية في ضوء نظرية العبء المعرفي

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

ميز الله الإنسان عن غيره من الکائنات الحية وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة،
وجعل له السمع والبصر، واصطفاه بقدرات عقلية إدراکية يُميز بها عن غيره، وتتجلى عظمة الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان وتکريمه، وميزه بنعمة السمع التي تعتبر من أولى الحواس التي تعمل لدى الجنين في رحم أمه ؛ مما يدل على أهميتها الکبيرة؛ فهى تربط الجنين بعالم أمه الخارجي ليدرک العالم الصوتي قبل أن يکون لديه أي إدراک أو إبصار وصدق قول الله تعالى في کتابه:
"وَاللَّهُ أَخْرَجَکُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ"(سورة النحل، 78)
وتؤدي حاسة السمع دوراً بارزاً في التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الفرد مع الآخرين وتسهم في زيادة قدرته على فهم البيئة المحيطة به، وزيادة قدرته أيضاً على نقل أفکاره إلى الآخرين، والاستماع إلى أفکارهم وآرائهم (عادل العدل، 2013، 152).
ويعاني المعاقون سمعياً فقداناً في حاسة السمع بدرجات مختلفة، تبدأ من الضعف البسيط إلى الفقدان الکامل، وهذا يُؤثر بشکل مباشر على نمو التلاميذ في جميع الجوانب وبخاصة الجانب العقلي والاجتماعي؛ لذا فإن التحصيل الدراسي للمعاقين سمعياً يقل بنحو(2-3) سنوات عن التحصيل الدراسي للتلاميذ العادين؛ الأمر الذي يجعل مشکلة تعليمهم غاية في الصعوبة. (رفعت بهجات، 2004، 199).
وفي ضوء ما أظهرته الدراسات المتخصصة من نتائج تؤکد على التأثير السلبي للإعاقة السمعية على قدرات الأصم العقلية، وذلک نتيجة للنقص الذي تفرضه الإعاقة السمعية على تفاعل المعاق مع ما يحيط به في البيئة من مثيرات حسية، مما يترتب عليه العديد من أوجه القصور في مدرکاته ومحدودية في مجاله المعرفي؛ مما يؤدي إلى تأخر في النمو العقلي للأصم مقارنة بأقرانه العاديين (إبرهيم شعير، 2015، 67).
وتُعد المناهج الحالية بيئة خصبة لمشکلات التعليم والتعلم لدى المعاقين سمعيـًا، إذ أن المنهج بصورته الحالية يعتمد اعتماداً رئيسـًا على المثيرات اللفظية، التى تشکل صعوبة لدى الأصم فى تعلمها، مما يجعل العلاقة بين الإعاقة السمعية والنمو العقلى لدى الأصم علاقة تلازمية حيث تتضح التأثيرات السلبية للإعاقة عندما تکون المناهج على هذا النحو(محمد أبو شامة، 2005، 6).

الكلمات الرئيسية