تطوير مناهج العلوم في ضوء متطلبات المناهج الموسعة لتنمية المهارات الحياتية والتحصيل لدى التلاميذ المعاقين بصريًا بالمرحلة الابتدائية

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

إن السمع والبصر من أهم أدوات التعلم التي أنعم الله بها على الإنسان وهو ما ذکره الله سبحانه وتعالى في کتابه العظيم في قوله: [ وَاللهُ أَخْرَجًکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمًهَاتِکُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَکُمُ السًمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلًکُمْ تَشْکُرُونْ ] (النحل :78)
فالبصر نافذة الإنسان على العالم الخارجي، حيث تعد حاسة البصر من الحواس المهمة في حياتنا، فقد ذکرها الله تعالى في مواضع عديدة في کتابه الکريم في قوله " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَکُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنًهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَکِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الًتِي فِي الصٌدُورِ " (الحج :46)
ونظرًا للأهمية الکبرى لحاسة البصر في حياة الإنسان من حيث کونها تنفرد دون غيرها من حواس بنقل معالم العالم – سواء کانت طبيعية أو اجتماعية – وذلک بما يشتمل عليه من وقائع وأحداث ومعلومات وصور حسية وبصرية تتعلق بالهيئات والأشکال وتفصيلاتها وخصائصها وأوضاعها المکانية في الفراغ ومن ثم الإحساس بها وتشکيل المدرکات للمفاهيم البصرية والتي بدورها تسهم في إرساء أساس قوي للنمو العقلي للفرد، فإنه من الطبيعي أن يکون للإعاقة البصرية العديد من التأثيرات السلبية علي تشکيل المدرکات للعديد من المفاهيم التي تتطلب ملاحظات بصرية وعلى العديد من الجوانب الشخصية للمعاق بصريًا(إبراهيم شعير، 2008، 76).
وتعد درجة عناية أي مجتمع بالأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة أحد أهم المؤشرات التي يمکن من خلالها الحکم على درجة تقدم هذا المجتمع ورقيه، ولهذا زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة في مجتمعنا العربي برعاية ذوي الإحتياجات الخاصة، وقد تطورت النظرة إليهم من کونهم أفرادًا يضعفون من قدرة المجتمع إلى أفراد لديهم من القدرات ما يمکن أن تفيد المجتمع إذا توافرت لهم فرص التعليم والتأهيل التي تتناسب مع طبيعة إعاقتهم(إبراهيم شعير، 2008، 3).
وإذا نظرنا إلى التربية على أنها عملية التعلم والتغيير نتيجة الالتحاق بالمدرسة والمرور بخبرات أخرى، فإن التربية الخاصة تعني التعليم الذي يصمم للطلاب ذوي الصعوبات الذين يحتاجون إلى متطلبات تعلم خاصة تساعدهم على تحقيق مهارات معينة لتصل بهم إلى أقصى الإمکانيات الممکنة في التعلم(کمال زيتون، 2003، 40).

الكلمات الرئيسية