تداعيات الحراک الاکاديمي لاعضاء هيئة التدريس داخل الجامعات المصرية "دراسة تحليلية"

يُعد التميز والمنافسة هدفان أساسيان لأي مؤسسة تربوية حتى تستطيع مواکبة التغيرات والتطورات المتلاحقة، ولن يتأتى ذلک إلا بالاستثمار الفعال للموارد البشرية، ويتجسد هذا الاستثمار وفق موضوع الدراسة في مفهوم الحراک الأکاديمي لأعضاء هيئة التدريس، وتطوير جودتها لتحقيق إنجازات عالية في مستويات الأداء، لذا يجب أن يهدف التعليم الجامعي في مصر إلى تطوير مسارات الحراک الأکاديمي وإدارتها إدارة فاعلة لاستثمار أفضل لقدراتهم ومهاراتهم، مما يساعد على مواجهة التحديات ومواکبة التطورات.
ويعيش العالم في عصر المعلومات الذي يتسم بترابط العالم وتفاعله، وکذلک اتساع نطاق العلاقات الدولية المتبادلة، ونمو صناعات جديدة تنحصر أنشطتها في جمع المعلومات وتخزينها واسترجاعها، وتوجيه الاستثمار في مجالات لإنتاج المعرفة والبحث العلمي، واعتماد المنافسة الاقتصادية على قدرة المعرفة البشرية على الإنتاج والدخول إلى مجالات العلم المتطورة، وينطوي ذلک على رغبة الجميع في إرساء دعائم التطوير والتحديث، وتوفير مقومات الإبداع والابتکار، في عالم تتسارع فيه منتجات العقل البشري من معارف وتکنولوجيا، بما تمکنه من التفاعل الواعي مع مستجدات العصر وتحدياته( عويس، 2007، 11). ^([1]) 
ويتميز التحول العالمي للتعليم  الجامعي بزيادة تدفقات المؤسسات والبرامج والطلاب والعلماء وکذلک العلاقات المتغيرة بين الجامعات والحکومات والسوق، حيث يوجد أکثر من 2.5 مليون باحث أکاديمي حول العالم، ويقدر أن يصل هذا العدد إلى7 ملايين بحلول عام 2020، وعلى الرغم من عدم وجود عدد محدد من الباحثين الجامعيين والباحثين المتنقلين، أصبح حجم حرکتهم أکثر کثافة من أي وقت مضى، بالإضافة إلى حراک الأشخاص هناک أشکال أخرى من الحراک تحدث أيضًا بسرعة وتواتر غير مسبوقين، وتشمل هذه السفر الأکاديمي على المدى القصير(أي المحاضرات وحضور المؤتمرات والندوات)، والتعاون البحثي، وبرامج الدرجات المشترکة، والجامعات الخارجية، وبرامج التعليم عن بعد Chen, Q., 2018, 13)). ^([2]) 



(1) محمد زکي عويس(2007): الاتجاهات العالمية لتطوير التعليم العالي-رؤية عربية، ج. م. ع.، المکتبة الأکاديمية.


(1) Chen, Q.(2018): Globalization and Transnational Academic Mobility, Singapore, Springer Science and Higher Education Press.