البنية العاملية والخصائص السيکومترية لمقياس الذکريات المبکرة للأمان والدفء متعدد الأبعاد لدى عينة من طلبة الثانوية العامة في مدينة جدة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

تتناول الدراسة الحالية متغير الذکريات المبکرة في الطفولة ومدى شعور المراهق وإحساسه بالأمان والدفء الذي يستمده المراهق من الطفولة في مرحلة مبکرة، ومدى استمرار تلک الذکريات المبکرة في شعوره بالأمان والدفء کإحساس ينمي شعور المراهق بالمرحلة الثانوية بالسعادة والفرح والتفاعل الاجتماعي مع زملائه في فترة الحياة الدراسية.
يُعد الشعور بالأمان والدفء حجر الزاوية في الشخصية السوية، وينشأ من إشباع حاجات المراهق في مرحلة الطفولة المبکرة الأساسية من طعام ودفء وغيرها من أشکال الرعاية الوالدية التي تخلق لدى المراهق إحساساً بالأمن والثقة المطلقة من الصغر، کما أن العلاقة الآمنة التي يسودها الدفء والحب بين الطفل ووالديه يؤدي إلى شعوره بالکفاية والثقة والقدرة على المواجهة والتحدي، في حين أن عدم وجود إحساس بالحماية والأمن يؤدي إلى مظاهر القلق والاکتئاب والعدوانية واضطرابات الشخصية(Rutter,2019,p214).
إن من أساسيات الشعور بالأمان والدفء في مرحلة المراهقة هو شعوره أن هناک من يخاف عليه من الأخطار وقت الشدائد ويعطف عليه، وهذه العلاقة ستکسبه الاستقرار العاطفي والنفسي (حسين، 2018: 432).
ويمکن الجزم أن المراهقين -خاصة في المرحلة الثانوية- يتمتعون بمستوى عالٍ من الشعور بالأمان والدفء، ويعتقدون بأن معظم مهامهم ومشارکتهم في الأنشطة المناسبة للعمر هي جهود هادفة وذات أهمية وقيمة، وعندما يواجهون موقفاً مرهقاً فإنهم قادرون على اختيار الإستراتيجيات المناسبة للتعامل بشکل فعال مع الضغوطات بطريقة مرنة، وحتى الآن فإن مفهوم الشعور بالأمان والدفء غير ثابت لدى کل المراهقين (Idan et al.,2017;Braun-Lewensohn, et al.,2017).
فامتلاک المراهق للأمان والدفء نتيجة إحساسه بها من خلال ذکرياته المبکرة في الطفولة تُمکنه من الدخول إلى العالم الداخلي للآخرين والشعور بحالتهم بصورة أعمق، لتظهر عليه انفعالات مثل الحساسية الشديدة لمشاعرهم؛ فالتفهم العاطفي يجعل الأفراد أقرب إلى بعضهم البعض ويسهل التواصل فيما بينهم، فهو القدرة على فهم الشخص الآخر وهو جانب أساسي في العلاقات الشخصية (Bodaghi et al.,2016)
وقد أظهرت الأدبيات أن الذکريات المبکرة وخاصة المتعلقة بمشاعر الأمان والدفء تلعب دوراً رئيسياً في التطور اللاحق العاطفي والاجتماعي، کما أن تجارب الطفولة لها تأثير على نمو المراهقين، وتؤثر على النضج والتنظيم الانفعالي والسلوک الشخصي والتعرض للاضطرابات النفسية(Gilbert & Perris,2000).

الكلمات الرئيسية