المرأةُ في شِعرِ الرِّثاء بين التَّغيُّب والحضور

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

Abstract
This research entitled (Women in Elegy between Absence and Presence) discusses the role and prominence of women in the art of mourning, and the phenomenon of the lack of elegies on behalf of women by male poets over the ages. The research showed how frequently women mourned the death of their brothers, followed by their sons, then their fathers. In contrast, they scarcely bemoaned the husband during the pre-Islamic era of ignorance!
The research was strictly limited to female poets in the pre-Islamic era of ignorance, but upon extrapolating the poets' elegies on behalf of women, the difference became clear that women's elegies for men were ample while men have greatly neglected composing elegies for women during the pre-Islamic era of ignorance.
Islam has warned about the phenomenon of emotional bias among Arabs in showing sadness and love for the son rather than the daughter. It dealt with this psychological and social issue through the stories mentioned in the Qur’an in an attempt to change and demonstrate the criteria for the right preference. This literary phenomenon is a witness and evidence of the supremacy of culture and society over literature, the mutual influence between them, and how this phenomenon has changed in the modern era.
 
 
المقدمة:
الحمدُ لله الذي أنزَل القرآنَ بلسان عربيِّ مبين، فتحدَّى ببلاغته الأوَّلين والآخِرين، والصلاة ُوالسلامُ على النبيِّ المبعوثِ رحمةً للعالَمين، الذي آتاه ربُّه جوامعَ الکَلِم فکانتْ فصاحته نبراسَ المتقدِّمين والمتأخِّرين، وعلى آله وصحْبه الغُرِّ الميامين، وعلى مَنْ تبِعهم بإحسان إلى يوم الدِّين؛ أما بعدُ:
بداية أتقدم بالشکر الجزيل للأستاذة الدکتورة : نجاح بنت أحمد الظهار لرعايتها بواکير فکرة هذا البحث , وکما أشکر الأستاذ الدکتور: أحمد صبرة على تکرمه بقراءة هذا البحث وتقديم النصح والتوجيه .
الرثاءُ من أهمِّ الظواهر الإنسانية؛ لأنه يلتصقُ بالنوازع البشرية والاجتماعية والذاتية، وهو ذو نزعةٍ سامية في قِيَمِه ومعطَياتِه، وفي مفهومِه واتجاهاته، تَجاوزتِ الحدودَ من الفردية إلى الإنسانية.
کَثيرةٌ هي أشعارُ الرِّثاءِ عبْرَ العصور؛ فهي متعدِّدة العناصر، کثيرة القائلين، متفرِّعة الأسباب، ومن ثَمَّ تفاوتتْ فصاحتُها، واختلفتْ مکانتُها منذ العصر الجاهلي حتى عصرِنا هذا. ولقد تَفاضلتْ في العصر الجاهليِّ بعضُ القصائدِ عن بعض، وبعض الأبيات عن الأُخرى، حتى قيل: إنَّ ذلک البيتَ أعظمُ بيْتٍ قيل في الغزل، أوالرثاء، أو المديح، وکذلک فُضِّلَ بعضُ الشعراء على بعض، فقيل عن الخنساء: أشعرُ الجنِّ والإنس([1])، وإنْ کانت المفاضلةُ دَيدنَ مجالسِ الأدباء في کل عصرٍ.
هذا البحث ليس من قَبيل التعصُّب للمرأة، أو رفْع لواء تحرير شِعر المرأة من الظُّلم، بل هي لفتةٌ لانتباه الباحثين لجانب أُغفل کثيرًا، وحُقَّ له أن يُولى اهتمامًا أکبر، ليَصدُرَ فيه حُکمٌ عادل .
هذا ما دفعَني إلى التأمل، ثم المفاضلة بين أقسام الغرَض الواحد، وبين جِنس القائلين سواء من الرِّجال أو النِّساء.



([1]) ينظر الشعر والشعراء، ابن قتيبة الدينوري، القاهرة: دار الحديث، 1423هـ ج 1ص: 332

الكلمات الرئيسية