بعض السمات الشخصية لدى الموهوبين ابتکاريا

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

لاشک أن الاهتمام بالموهوبين والمبدعين هو من أساسيات النهضة النوعية لأي مجتمع من المجتمعات وهو مقياس لتقدم الأمم ورقيها، ويعتبر مجال الموهبة والإبداع سلسلة متکاملة، تتکون من حلقات مترابطة، أولها عملية الکشف، فإن تمت وفق خطواتها علمية سليمة وصحيحة، أمکن حينئذ من تقديم البرامج المناسبة لهم والتي تنمي مواهبهم وفق ما يمتلکون من قدرات وسمات شخصية تميزهم عن غيرهم (أنيسة فخرو، 2015، 30).
حيث يظهر الموهوبون أنماطاً من السمات أو السلوک تميزهم من غيرهم، ومن أبرز السمات للموهوبين والمتفوقون حب الاستطلاع الزائد، تنوع الميول وعمقها، سرعة التعلم والاستيعاب، الاستقلالية، حب المخاطرة، القيادية، المبادرة والمثابرة، وتصلح السمات السلوکية کإطار مرجعي لتعريف الموهبة والتعرف على الموهوبين، حيث تم تصميم مقاييس وأدوات يستخدمها المختصين حتى يکون تقديرهم لوجود السمة أو عدم وجودها تقديراً موضوعياً وصادقاً إلى حد ما (سهاد المللي،2010، 153).
وتسهم مسألة الکشف عن السمات الشخصية المميزة للموهوبين بشکل فاعل في حل مشکلاتهم، وتوفير الخدمات اللازمة لهم على نحو يمکن من استثمار طاقاتهم وقدراتهم إلى أقصى حد، وهذا من شأنه أن يعود بالنفع على الموهوبين أنفسهم وعلى مجتمعاتهم؛ فالموهوبون بما يمتلکونه من خصائص وإمکانات يمثلون طاقات هائلة بحيث إذا لم يتم اکتشافها، ورعايتها بالشکل المناسب فقد ينحرفون في استغلال قدراتهم عن المسار الصحيح، وتوظيفها بشکل سلبي يضر بهم والمجتمع، أو أنها تبقى کامنة بحيث تضمحل وتتلاشى مع الزمن، لذا فإن مسألة الکشف عن الموهوبين والتعرف عليهم ورعايتهم يُعد مسؤولية وطنية ينبغي الاهتمام بها على کافة المستويات من أجل استثمار طاقات هؤلاء الموهوبين، وتوجيهها التوجه الأمثل (Davis & Rimm,2011).
ويلاحظ أن السمات السلوکية للطلبة الموهوبين کانت محوراً رئيساً في التعريفات التاريخية للموهبة، کما أنها تحتل مکانة متميزة في البدائل والأساليب الموجهة للکشف والتعرف على الطلبة الموهوبين، وقد أقام مدخل السمات السلوکية جسراً متينا بين المنحى السيکومترى، والمنحى السلوکي 

الكلمات الرئيسية