القيادة الأصيلة لدى قادة المدارس الأهلية بمحافظة جدة وعلاقتها بالثقة في القائد من وجهة نظر المعلمين

يؤمن کل مهتم بالشأن الإداري والقيادي بوجود أهمية کبيرة لتغيير السلوکيات الإدارية التقليدية لضمان تطور الإدارات والمؤسسات واستمراريتها وديمومتها؛ إذ لم تعد الممارسات التقليدية في القيادة تؤدي الحد الأدنى اللازم لاستمرار المؤسسة وتکيفها مع المتغيرات الراهنة في کافة المنظمات والذي يکفل لها تحقيق أهدافها وتطلعاتها. واستجابة لهذه التطورات الحادثة في ممارسات وأساليب القيادة ، شرعت المؤسسات في الإفادة من الممارسات والأساليب القيادية الحديثة التي أثبتت نجاحها وفعاليتها رغبة منها في تحسين أدائها لتحقيق أهدافها وطموحاتها.
ومن أهم النظريات التي ظهرت في أواخر عام 1970م  ما اصطلح على تسميته بالقيادة الأصيلة (Authentic Leadership) التي "تتسم بخصائص تعزز أنماطا سلوکية يقوم بها القائد تجاه الأتباع ليجذب ويعزز کلا من القدرات النفسية الإيجابية ، وذلک لتحقيق أکبر قدر من الوعي الذاتي والمنظور الأخلاقي للصفات المضافة للذات، والمعالجة المتوازنة للمعلومات والشفافية لتعزيز التنمية الذاتية الإيجابية"(Walumbwa, et al ., 2008)، وطبقاً لما يراه کيتس ديفريز(Kets de Vries,2006) فإن القيادة الأصيلة هي تلک التي تجمع بين الجرأة والتواضع والمقدرة والشفقة، فالقيادة الأصيلة قادرة على خلق الشعور بالمعنى أو الهدف الذي يخرج أفضل ما لدى الأفراد کما يزيد من قدرتهم على التخيل والابتکار(اورد في مرسي،2010) .
وتأتي القيادة الأصيلة (Authentic Leadership) کأحد أبرز الاتجاهات الحديثة في القيادة والتي لاقت رواجاً في العقدين الأخيرين وحظيت بنصيب وافر من البحث والدراسة لکونها ترکز على رأس المال النفسي الإيجابي، والمناخ التنظيمي الإيجابي، وعلى وعي القائد وتمسکه بالمعايير الأخلاقية والأمانة والنزاهة (Avolio & Gardner,2005). کما أشارت دراسة مورين (Maureen,2010) إلى أن القيادة الأصيلة لها أثر إيجابي في الاستثمار في رأس المال النفسي والمشاعر والعواطف الإيجابية والتمکين (أورد في الحجار،2017).         
وتشير الادبيات کما يذکر ليونارد (Leonard,2014) إلى أهمية القيادة الأصيلة في السياق التنظيمي؛ لما لها من أثر إيجابي على السلوکيات والاتجاهات الإيجابية المهمة داخل المنظمات مثل الأداء الوظيفي، والالتزام التنظيمي، والرضا الوظيفي، ورفع مستوى الإبداع لدى العاملين