إنعکاس المتغيرات المجتمعية على دور الأسرة المصرية في ترسيخ قيم المواطنة لطلبة الجامعة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يشهد العصر الحالي العديد من المتغيرات السريعة والمتلاحقة الناجمة عن الثورة العلمية والمعرفية، والتقدم في وسائل تکنولوجيا المعلومات والاتصال، وما واکب ذلک من ظهور العولمة بمظاهرها المختلفة، وما نجم عنها من تحديات معاصرة لها بعض التداعيات السلبية، والتي تعانى منها کثير من المجتمعات، مثل انتشار العنف والتطرف، والإخلال بالحقوق والواجبات، وضعف التمسک بالقيم الوطنية الأصيلة وانتشار القيم الوافدة، وغيرها من المظاهر التي أضعفت قيم المواطنة.
ولقد أحدثت تلک التغيرات السريعة والغير مسبوقة في المجتمعات المعاصرة بعض المشکلات الاجتماعية والاقتصادية ، في تلک المجتمعات خاصة وأن التغيرات التي حدثت وما تزال تحدث لم تکن متوازنة ومتدرجة من ناحية ولم يکن بعضها مخططاً تخطيطاً دقيقاً من ناحية أخرى ، وکان لذلک کله آثاره السلبية التي تمثلت في زعزعة الانتماء للوطن وإضعافه لدى بعض من شرائح المجتمع المختلفة خاصة الشباب .(سليمان ،2014، 136)
وتعتبر الأسرة - باعتبارها أهم المؤسسات التربوية وأولها - حيث تبدأ مشوار التربية بحياة الفرد، وهي المسئول الأول عن استقامة الفرد أو انحرافه ، لذا عظم دورها مع مستجدات عصر العولمة ومتطلباته، وما طرأ على المجتمعات الإسلامية والعربية من مغريات تستقطب الشباب وتستميلهم کما تعتبر الأسرة بمثابة خطوطاً دفاعية لحماية الهوية الوطنية للأمم والشعوب المختلفة وبخاصة في ظل العديد من التحديات ذات التأثير المباشر والغير مباشر على المواطنة.
" فالتنشئة الأسرية السوية على حب الوطن والانتماء إليه تسهم في إکساب الناشئة قدراً مشترکاً من الثقافة الوطنية وتزودهم بالمفاهيم والقيم اللازمة لتعميق الانتماء والولاء للوطن" .(سليمان ،2014، 150)
وإذا کان دور الأسرة يتجلى بوضوح في تشکيل وترسيخ قيم المواطنة في الظروف العادية فإن دورها سيتضاعف لأضعاف کثيرة في ظل الظروف الراهنة التي تطغى فيها التحولات السريعة والمستمرة على الصعيد الدولي والمحلي .(نبيل ، 2013، 229)
وعليه يجب على الأسرة أن "تتفاعل بإيجابية مع الأحداث السائدة في المجتمع وأن تعمل على النهوض به وحل مشاکله، 

الكلمات الرئيسية