فاعلية برنامج مقترح تفاعلي متعدد الوسائط قائم علي القصة القرآنية لتنمية مهارات الاستماع لدى طفل الروضة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

       تعد اللغة نعمة من نعم الله التي تصنع نجاح الإنسان کما يصنع الإنسان نجاحها، إذ أنها أحد أهم الروافد التي تشکل وعى الإنسان، والتي تمکنه من الحصول على أغراضه والتعبير عن أحاسيسه وآلامه وعواطفه وأفکاره، وتجعله قادرا على الاتصال بأرکان مجتمعه وتطويره، مما يوفر له فرصة الحياة  والاستمتاع بها، علاوة على أنها العنصر الأهم الذى يحفظ للمجتمع تراثه وحضارته، وهي أداة الشعوب في التواصل الفکري الجامع للناس، والعنصر الرئيس في منح الصفة الاجتماعية للإنسان وقدرته على التواصل بمجتمعه.
      وفي ضوء ذلک ولما کان للغة عظيم الأهمية في حياة الإنسان  بوجه عام، وکانت مرحلة الطفولة هي أهم مرحلة في حياة الإنسان، الأمر الذي حدى  بالدولة إلى "إصدار وثيقة العقد الثاني لحماية الطفل(2000-2010) - المجلس القومي للطفولة والأمومة - کإشارة البدء لأن تحتل قضايا الطفولة مکانها اللائق من الاهتمام باعتبارها المرکز والجوهر لکل خطط المستقبل، ولکل آفاق التقدم"(5،6)، ففي مرحلة الطفولة يتم صياغة قدرات الطفل المختلفة - النفسية والعقلية والفکرية واللغوية والأخلاقية - کما أراد الله ليکون عنصرا فاعلا في مجتمعه.
    ومن هنا فقد برزت أهمية إعداد الطفل إعدادا لغويا سليما بمرحلة رياض الأطفال، بما يمکنه من استخدام اللغة ومهاراتها الاستخدام الأمثل في باقي حياته، إذ تعد مرحلة رياض الأطفال أهم مرحلة في مراحل التعليم بأسره، يخضع فيها الطفل لأول جهد تعليمي منظم، ترتکز عليه منطلقات العملية التعليمية في المراحل التالية، فإن صلحت استقامت العملية التعليمية المواتية للتعليم الصحيح، وإن اختلت افتقدت تلک العملية التعليمية إلى الاتساق أو التوازن، و شاب تعلم الطفل سلبيات تؤثر في تعليمه في المراحل التالية.
لذلک کان يجب علي الروضة أن تهتم  بجانب النمو اللغوي لقيمته ومکانته المتميزة، حيث تؤدي اللغة للإنسان دور أساسي ووظائف هامة  في کونها أداة للتواصل والتفاهم والتعبير عن الأفکار والانفعالات العديدة التي يشعر بها الانسان في المواقف الحياتية المختلفة.
   ومن هنا يأتي الاهتمام بتنمية المهارات اللغوية للطفل بوجه عام ومهارات الاستماع بوجه خاص بمرحلة رياض الأطفال، بحيث يکون مؤهلا ومستعدا لتعلم باقي فنون اللغة في المراحل التعليمية التالية.
 "فالاستماع يمثل للطفل أهمية کبيرة في تعلمه، فهو يساعده على تکوين ثروته اللغوية، وتنظيم أفکاره ومعارفه، ويستطيع من خلاله اکتساب أنماط الجمل والتراکيب والأفکار والمفاهيم، فالطفل الذى لديه قدرة على تمييز الأصوات، ويستمع جيداً إلى ما هو مختلف وما هو متشابه، فإن ذلک يساعده على الاتصال بالآخرين والتعامل معهم بأسلوب يمکنه من التقدم والاستمرار في حياته التعليمية والعملية، فالاستماع يعمل على تنمية اللغة الشفوية للطفل، وتنمية قدرته على تمييز الأصوات، ومساعدته على التخيل، وتنمية التفکير النقدي لديه، وزيادة مدة الانتباه لديه من خلال التدرج في استماعه للموضوعات أو القصص أو الأناشيد

الكلمات الرئيسية