برنامج قائم على الوسائط الفائقة في تنمية بعض مهارات القراءة الجاهرة لدى دارسي اللغة العربية الناطقين بغيرها

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

إن اللغة من أهم وسائل الاتصال في  حياة الفرد والمجتمع،  کما أنها وسيلة النمو العقلي،  والمعرفي، والانفعالي، فهي تمثل الأساس القوي للمعرفة المنتظمة  والمتعمقة، وهي أيضا الطريق للاطلاع والدراسة والتحصيل، فيها يعبر الفرد عن ذاته  ويتواصل مع الآخرين، فتنمو قدراته ـ وتزداد خبراته ويحقق التميز، واللغة العربية وسيلة التواصل والتفاهم ونقل الثقافة الحضارة العربية من جيل إلى آخر ومن العرب إلى غير العرب من أبناء الأجناس الأخرى الذين يتعلمون العربية من غير الناطقين بها.
وتتضمن اللغة العربية  أربع مهارات أساسية (الاستماع، والتحدث،و القراءة، والکتابة) وتحتل القراءة   أهمية عظمى داخل منظومة اللغة  فهي  أداتنا التي نستطيع عن طريقها أن نقف على کل قديم وجديد، ولذا اعتبرت معيار للحکم على مدى تقدم  الأمم وتخلفها،  وإذا عدنا  إلى منظومة التعليم فإن المتعلم يتخذ القراءة أداة لکي  يتعلم حقائق المواد الدراسية  المختلفة والمفاهيم المنبثقة داخل الکتب  المقررة، وإن  أي ضعف في القراءة سينجم عنه ضعف في  المواد الدراسية المقررة، وکذلک في المستوى الثقافي للمتعلم.
فمنذ الوهلة الأولى لنزول الوحي أکد الله سبحانه وتعالى  في کتابة العظيم على أهمية القراءة حيث قال مخاطباً نبيه الکريم صلى الله عليه وسلم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِي خَلَقَ).(سورة العلق، 1)
ومن الحقائق التي يشهد بها تاريخ اللغة العربية أن القرآن الکريم قد رفع من شأنها، وجعل
منها همزة الوصل بين  المسلمين على اختلاف أجناسهم وتباين لغاتهم،وحفظها على مر العصور سواء بالعلوم التي ظهرت لخدمة هذا الکتاب المقدس مثل: علوم اللغة والنحو والصرف أو بنشرها بين المسلمين.(على محمود،2006، 2)*
وفي الوقت الحاضر بدأت دول الغرب والشرق – على حد سواء – تسعى إلى تعلم العربية  وتعليمها، وتدفعها إلى ذلک عدة دوافع وحاجات قد  تکون دينية، أوثقافية، أواجتماعية،  أواقتصادية، أوسياسية،  أوعسکرية، إلى غير ذلک من الحاجات والدوافع.
والواقع يشير إلى أنه مازال تعليم اللغة العربية يحتاج لتوفير الوسائل التعليمية اللازمة لنشرها وترويجها. فهناک حاجة إلى توفير وسائل تعليمية بحجم حاجتنا لنشرها کمعينات سمعية وبصرية تساهم بشکل بارز في تعلم المهارات الأساسية للغة العربية. ( فتحي يونس،1987، 27)
ولکن مع هذا الاهتمام لا يزال دارسو اللغة العربية من الناطقين بلغات أخرى يعانون من مشکلات في دراستها، ربما تعود لعدم مراعاة ضرورة اختلاف مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عن برامج تعليمها لأهلها، واختلاف برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى باختلاف نوعيات، وأهداف وثقافات، ومستويات الدارسين، والإمکانات المتاحة وحاجات المتعلمين..(على مدکور، إيمان هريدي،2006،5)



*  تتبع الباحثة نظام التوثيق الآتي:( اسم المؤلف أو الباحث، سنة النشر، رقم الصفحة أو الصفحات التي تم الرجوع إليها )

الكلمات الرئيسية