تفعيل دور المعاهد الثانوية الأزهرية في بناء الشخصية المصرية في ضوء التطور التکنولوجي المعاصر

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يعد التعليم بصفة عامة من أهم الرکائز التي تعتمد عليها الأمم لتحقيق نموها وتطورها، وهو حلقة الوصل التي تربط بين جميع عوامل التنمية والبناء والنماء في أي مجتمع، فهو مشروع قومي تعتمد عليه الأمم في بناء مستقبلها وتحديد مصيرها، وهو وسيلة الدول المتقدمة لبناء شخصية شعوبها ومواجهة المتغيرات والتحديات التي تواجهها.
وللتعليم الديني سمة فريدة في تزويد طلابه بنصيب کافٍ من علوم الدين واللغة والعقيدة، تتضح صورتها من خلال الأزهر وفلسفته وأهدافه التعليمية والتربوية، فقد فرض الأزهر نفسه بثقله الديني والعلمي على الحياة الدينية والتعليمية والسياسية فى النصف الثاني من القرن التاسع عشر والقرن العشرين(1).  
وتتعدد أدوار التعليم الثانوي الأزهري إذ أنه يمثل القاعدة العريضة في سلم التعليم بالأزهر، وأحد الروافد الأصلية للمرحلة الجامعية، فهو يهييء طلابه للمرحلة الأعلى، ويشارک في توفيراحتياجات العالم العربي والإسلامي من علماء الدين واللغة، الذين يحفظون للمجتمع الإسلامي قيمه ومثله، ويلقنونه مبادئها وتعاليمها المتعددة، ولعل من أهم الأدوار للتعليم الثانوي الأزهري دوره البارز في بناء الشخصية المصرية بمکوناتها ومحدداتها وخصائصها.
وإذا کان التعليم الأزهري يتميز بأنه تعليمًا دينيًا فإنه باستقراء ودارسة الشخصية المصرية يتضح أن التدين متجذر ومتعمق في التاريخ المصري، فقد عرف التوحيد قبل الديانات الثلاث، تدين المصريين لا يعرف التحجر والانغلاق، ولکنه تدين مرن وسهل، تدين المصري يدفعه إلى تحمل معاناة الحياة، وتبدو قيمة الدين کامنة وراء دأبه وإصراره وجديته وصبره، وحينما تتحول المعاناة إلى قهر يصبح الدين ملاذًا وربما مدخلًا للتطرف والعنف(2)..
وبالرغم من وجود قصور في الأدوارالمتعددة للتعليم الثانوي الأزهري فمن الجدير بالذکر عدم إغفال دوره في بناء الشخصية القومية المصرية وإعادة تشکيلها، وهو ما يؤکد على أهمية الدراسة الحالية.

الكلمات الرئيسية