الرجل الحُلُم في شِعر المرأة السعودية (1383- 1431هـ / 1963- 2010م)

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يلحظُ المتأمل في شعر المرأة أن الرجل هو الموضوع الرئيس في شعرها، بل يکاد يکون هو إلهام قصيدها، فما ملامح صورته عندها؟ وهل تغلب الصورة الإيجابية أو السلبية؟ وما التشکيل الفني لصورة الرجل لديها؟
          تساؤلات عديدة جعلتني أقرأ أکثر في نصوصها الشعرية؛ محاولةً البحث عن إجابات شافية؛ خاصةً أن زمننا الحالي يشهدُ تحوّلا ملموسًا إلى العناية بأثر المرأة في صنع الحياة من جهة، وفي العملية الإبداعية من جهةٍ أخرى.
          ولمّا کان الشعر من أبرز تجليّات الإبداع وأهمها؛ فقد تحولت النظرة إلى شعر المرأة أيًّا کانت وجهته إلى نظرةِ احتفاءٍ ومشارکة، إضافةً إلى أن شعر المرأة السعودية بدأ بالبروز في عصر ثورة الاتصالات والمعلومات؛ حين وجدت المرأة متنفّسًا سهلاً لنشر نتاجها عبر الشبکة العنکبوتية، دون القيود التي تفرضها بعض الوسائل الإعلامية الأخرى التي تحدّ من انطلاقتها الشعرية.
          ومع نظرةِ الإنصاف إلى شعر المرأة العربية عمومًا، وإلى شعر المرأة السعودية بشکلٍ خاص؛ فإن الدراسات في شعر المرأة السعودية تُعدّ قليلة إذا ما قُورنت بعدد الشواعر ووفرة نتاجهنّ الشعري، وتعدّد تياراته الفنية وموضوعاته.
          ولمّا کان الرجل هو مُلهم المرأة، ونصفها الثاني؛ إذ يشکّل موضوعًا رئيسًا في شعرها؛ فهو الأب والأخ والزوج والابن والحلم والوطن ورمز الحماية ومصدر الإلهام، حتى إن العديد من الشواعر يکادُ يکون الجزء الأکبر من شعرها موجّهًا إليه، بل إن بعضهنّ أهدين دواوينهن إليه زوجاً أو أباً أو أخاً أو ابناً...(1) فإنني أجد صورته في شعرها تکاد تکون موضوعًا بکرًا يحتاج إلى کثيرٍ من الدرس والتحليل؛ ذلک لأن العديد من الدراسات العلمية اهتمت بدراسة صورة المرأة في الأدب القديم والحديث أکثر من صورة الرجل، وهذا ما حفّزني إلى دراسة صورة الرجل في شعر المرأة السعودية متمثّلًا في الرجل الحلم؛ حيث يعد من الصور البارزة، ويشکل حضورًا لافتًا في شعرها وإلهامها.
          ومن أسباب اختياري للموضوع جدّته - فيما أعلم – بحيث لم أجد دراسة علمية سبقتني إليه، کما أن صلتي الوثيقة بالشواعر السعوديات، يسّرت عليّ الحصول على نتاجهن، إضافة إلى غزارة المادة الأدبية محور البحث، ورغبتي في دراسة صورة الرجل الحلم في شعر المرأة السعودية دراسةً تُبرز ملامحه.
          وانطلاقًا من طبيعة الدراسة وأهدافها، فقد اتبعتُ المنهج الموضوعاتي فـي تناول تشکيل صورة الرجل الحلم في شعر المرأة السعودية، باعتبار الموضوعاتية قراءة دلالية تهتم بکشف المعنى وتفسير النص، إضافة إلى تضمنها المنهج النفسي والتأويلي، فهي نقد وصفي ينبني على فهم النص من أجل استکشاف المعنى وإظهاره وتضخيمه



(1) الشاعرة ثريا العريِّض أهدت ديوانها: "عبور القفار فرادى" إلى والدها، ومثلها فعلت الشاعرة مريم بغدادي حين أهدت ديوانها: "عواطف إنسانية" إلى والدها، والشاعرة بشائر محمد أهدت ديوانها: "خيلاء العتمة" إلى زوجها، وکذلک الشاعرة ندى إدريس في ديوانها: "ندى قلبي"، کما أهدت الشاعرة رقية ناظر ديوانها: "خفايا قلب" إلى شقيقها محمد، ومثلها أشجان هندي حين أهدت ديوانها: "مطر برائحة الليمون" إلى روح أخيها حسين.

الكلمات الرئيسية