فعالية وحـدة مقترحة قائمة على بعض استراتيجيـات التعلـم النشط في اکتساب المفاهيم البلاغية وأثرها على تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طالبات الصف الأول الثانوي

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

    تُعد اللغة وسيلة الاتصال بين الفرد والمجتمع ، وحافظة التراث البشرى متجاوزة به حدود الزمان والمکان ، وأداة لإنتاج المعرفة وتطبيقها ؛ فاللغة تتضمن ألفاظًا تحمل معانى جميلة وصورًا مبهجة , وهى وسيلة لتعبير الفرد للإفصاح عن آرائه وأفکاره التي يؤمن بها أو التي يستهجنها.
     واللغة العربية إحدى الوسائل المهمة في تحقيق المدرسة لوظائفها الأساسية لأنها وسيلة للاتصال والتفاهم , وهى الأساس الذى يعتمد عليه کل نشاط يقوم به الطالب سواء کان ذلک عن طريق الاستماع أو القراءة أو عن طريق الکلام والکتابة ؛ کما أنها أداة مهمة من أدوات التعليم وعليها يعول في تعليم الطلاب المواد التعليمية الأخرى في جميع مراحل دراستهم . ( فتحي يونس , 2009، 27)
    ويهدف تعليم اللغة العربية في المرحلة الثانوية إلى تنمية المهارات اللغوية لدى الطلاب استماعًا ، وتعبيرًا شفهيًا ، وقراءة وکتابة ، وتنمية قدراتهم على استخدام مهارات اللغة المتکاملة في سهولة ويسر ، وقدراتهم على التفاعل والتواصل ، والتعبير عن حاجتهم واهتمامهم ، وتعريفهم ألوان من الإبداع الأدبي وتذوق أساليبه ، وتنمية قدراتهم على التعبير عن آرائهم وأفکارهم ، وقدراتهم على التعلم الذاتي عن طريق القراءة والبحث والاعتماد على النفس في اکتساب المعرفة . ( وزارة التربية والتعليم , 2000، 37-39)
    وتمثل البلاغة الجانب الجمالي التذوقي في اللغة ، وهي تدرس من خلال نصوص أدبية شعرية ونثرية ، وتمثل القوانين التي تحکم الأدب وأداة للحکم على حسنه ، وضرورة من ضرورات فهم الأدب وصوغه ، وهذا يعني أن تنمية مهارات التذوق الأدبي لدى طلاب المرحلة الثانوية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرتهم على فهم واستخدام المفاهيم البلاغية المختلفة .
    فلا غنى لطالب المرحلة الثانوية عن البلاغة لأنها تساعده على تجويد الکتابة ، وتنمى لديه حاسة التذوق والنقد واختيار الأساليب المناسبة , وتمکنه من تمييز الردئ من الجيد , علاوة على ذلک فإن إکساب الطالب القدرة على التعبير السليم تتم من خلال قراءات وتدريبات تعتمد بصفة أساسية على دراسة الأساليب البلاغية حيث يبدأ الطلاب استخدام الأشکال المجازية کالاستعارة والتشبيه ، وينمو لديهم الخيال والذوق والمشاعر والعواطف .
    وتتضمن البلاغة ثلاثة عناصر أساسية هي علم البيان وعلم البديع وعلم المعاني , أما علم البيان فيعرف بأنه إيراد المعنى الواحد في تراکيب متفاوتة في وضوح الدلالة عليه ، والبيان هو الکشف والإيضاح ، ويعرف اصطلاحًا بأنه إيراد المعنى الواحد بطرق متعددة ، وموضوع هذا العلم هو اللفظ العربي ، ومن أقسامه التشبيه والاستعارة والکناية . ( عبد الواحد علام , 1992، 12)
     أما علم البديع فيعرف بأنه وجوه تحسين الکلام بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال ووضوح دلالته بخلوها من التعقيد اللغوي ، ومن مسائل هذا العلم الطباق والمقابلة والسجع , وأخيراً علم المعاني الذي يبحث في کيفية مطابقة الکلام لمقتضى الحال , وهو الطريقة التي يسلکها الأديب للوصول إلى هذه المطابقة , ويظهر ذلک في حسن اختيار مفردات التراکيب وأن يستعمل المتکلم من الألفاظ ما يناسب المعنى وما يحسن توضيح الغرض منه ومن مسائله : الاستفهام والنهى والنداء والأمر والتقديم والتأخير والإيجاز . (منير سلطان , 1986، 174)
   ولدراسة المفاهيم البلاغية أهمية خاصة بالنسبة للطلاب فهي تمکنهم من استعمال اللغة وإدراک ما وراء ألفاظها من أسرار بلاغية وقيم جمالية وفنية وتنمية التذوق الأدبي للنصوص الأدبية ، وفهمها فهمًا دقيقًا، فضلًا عن البحث في مقومات الجمال الفني ، والکشف عن مواطنه وأسراره ومصادر تأثيره نفسيًا , والوقوف على ضروب المهارات الفنية التي يمتاز بها الأديب . (فهد عبد الکريم , 2006، 142)
    والأدب من فنون اللغة العربية التي تتبوأ مکانة عظيمة بين فنون اللغة، فمن خلاله يثبت الطالب ذاته ويشبع حاجته إلى استقلال شخصيته، بما يقدمه الأدب من أدوار بطولية في القصص وتجارب الأدباء والشعراء، حيث يکتسب منها الطلاب بعض القيم الأخلاقية، لتصبح جزء من شخصيته؛ کما يدفعهم إلى البحث في مصادر الثقافة العربية مما ينمى لديهم القدرة على التخيل.( سلوى حسن, 2008، 136)
    فالتذوق الأدبي يعيد تشکيل النص وتقدير قيمته الفنية ، وينمى لدى الطلاب الإحساس بقيمة اللفظ ، وجمال المعنى، وسعة الخيال ، ويساعدهم على محاکاة الأساليب الجميلة في کتابتهم ، ويعودهم الدقة اللغوية في استخدامهم اللغة ، والحرص على سلامتها النحوية والصرفية .

الكلمات الرئيسية