فاعلية برنامج إثرائي قائم على نموذج کولب لتنمية حل المشکلات لدى الطلاب الموهوبين

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

الموهوبون الثروة والهبة العظيمة من الله، هم العقول المديرة المدبرة لنهضة وحضارة الأمم، ومن المؤکد أنه في زمن المعلوماتية ستکون خدمة ورعاية الموهوبين في تحدي کبير لمواجهة تحديات المستقبل.
فنتيجة التقدم والتغيرات المتسارعة في مختلف مناح الحياة وکذلک الصراع والتنافس الشديد بين الجماعات والدول في المجالات العلمية والتکنولوجية والاقتصادية، فإن تقديم الرعاية المتکاملة للموهوبين بهدف تنمية استعداداتهم المتميزة، واستثمار طاقاتهم إلى أقصى درجة ممکنة ضرورة ملحة لمواجهة هذه التحديات، وحل المعضلات التي تعترض مسيرة التنمية الوطنية.
                                                                       (القريطي، 2013)
فالطلاب الموهوبين يحتاجون إلى المزيد من الاهتمام والرعاية ليتناسب مع ما لديهم من قدرة عقلية عالية، ودافعية نحو التعلم، کما أنهم بحاجة إلى المزيد من تقدير الآخرين ليتناسب مع ما يشعر به الموهوبين نحو أنفسهم وما تؤکده انجازاتهم، وکذلک الحاجة إلى المزيد من الرعاية والاهتمام والتوجيه، لذلک فهذه الحاجات لابد من تلبيتها، لذا يحتاج الطلاب الموهوبين إلى برامج دراسية خاصة بهم، کما يحتاجون إلى المزيد من النشاطات التي تناسب مع ميولهم ورغباتهم.
                                                             (Stake & Mars, 2001)
ويرى فيرا وهانا (Vera & Hana, 2003) أن تعليم التفکير من أهم الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها النظم التربوية في الوقت الحاضر لمساعدة الطلاب على حل المشکلات، وتجاوز صعوبات التعلم التي تواجههم في المدرسة، وتقييم آراء الآخرين في مواقف کثيرة والحکم عليها بدقة وتحرير عقول التلاميذ وتفکيرهم، واحترام وجهات نظر الآخرين وآرائهم وأفکارهم.
وقد تعددت البرامج الموجهة إلى تلک الفئة وتنوعت البرامج الخاصة بهم مثل: الإثراء والتسريع، وذلک لأن مبرر وجود هذه البرامج يتعلق اساساً بعجز المناهج العامة عن تلبية احتياجات الطلبة الموهوبين وتحدي قدراتهم، وبالتالي فإنهم بحاجة إلى مناهج متميزة أو مقررات دراسية متطورة أو متقدمة تتجاوز حدود ما يقدمه البرنامج العام لأقرانهم (جروان، 2004).
ويعتبر الإثراء أحد أشکال الخادمات التعليمية المقدمة للطلاب الموهوبين، فهو يتيح الفرصة للموهوب أن يتابع دراسته بدرجة تختلف عن زملائه في الصف العادي من حيث العمق والثراء، وذلک بهدف توسيع وتعميق ما لديه من معارف قد حصلها من المنهاج العام المخصص للطلبة العاديين، ويهدف الإثراء إلى تعليمه الاستقلالية والاعتماد على الذات واکتساب خبرات جديدة، ويکون الإثراء في مدرسة الطالب الموهوب أو يتم تجميع الموهوبين في مدارس خاصة بهم.
                                                     (Clark & Zimmerman, 2002)
وتسعى برامج الموهوبين الإثرائية على اختلافها إلى رفع مستويات تفوق الطلاب في التحصيل الأکاديمي، وحل المشکلات وتحمل المسؤولية والإعداد الصحيح للحياة الاجتماعية والمهنية، کما أن البرنامج إثرائي الناجح الخاص بالموهوبين هو الذي يهتم بمجالات النمو الانفعالي والاجتماعي والعقلي والمعرفي ويعمل على التوفيق بين هذه المجالات جميعاً في العملية التعليمية، ويساعد الموهوبين على تطوير مجالات النمو لديهم وبالسرعة التي تتناسب مع قدراتهم العقلية والشخصية (الحروب، 1999).

الكلمات الرئيسية