عوامل ظاهرة العنف لدى طلاب التعليم الثانوي بمنطقة الأحمدي بدولة الکويت

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يرتبط العنف بصوة عامة بوجود الکائن الحى البشرى، وعليه فإن تاريخ العنف منذ بداية التاريخ بدأ حين ظاهرة الخلاف بين قابيل وهابيل على اختلاف صوره ودرجاته بين بنى البشر، وانتشرت هذه الظاهرة بعد هذه الحادثة على مر العصور بحيث لم يخل عصر من العصور من مظاهر العنف والعدوان والقتل، وبخاصة عصرنا الحالي الذى يتعدد أشکال العنف بمجالاته، ولم تقتصر ظاهرة العنف في العصر الحديث على المجتمع فحسب، بل امتدت أثاره لتشمل المؤسسات التربوية، ويتسلل خطره إلى الوسط الطلابي داخل المدارس ليوجد ما يسمى بالعنف المدرسي، باعتبار أن المجتمع المدرسي جزء لا يتجزأ من المجتمع الکبير.
فمشکلات التعليم هي – في الحقيقة – انعکاس لمشکلات المجتمع الخارجي، ومشکلة العنف الطلابي باتت تمثل مشکلة حقيقية تحدد مستقبل الطالب، وتدمر هيبة المعلمين، وإذا لم يتم معالجة العنف المدرسي بأساليب تربوية نفسية سليمة فإن هذا العنف سيمتد إلى خارج أسوار المدرسة، ويتحول إلى مشکلات أکثر خطورة تتمثل في التطرف والإرهاب وإدمان المخدرات والاغتصاب والقتل([1]).
والعنف قد يصل إلى حد الکراهية کما يذکرنا القرآن الکريم في قوله تعالى "إِن تَمْسَسْکُم حَسَنَة تَسُؤْهُم وَإِن تُصِبْکُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا". وقد لا يتجه العنف نحو الأخرين فقط بل قد يتجه نحو الذات أيضا فيذکرنا القرآن الکريم بقوله تعالى: "وَإِذَا لَقُوکُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْکُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ".
وتختلف أسباب العنف من مجتمع إلى مجتمع آخر فمثلا الولايات المتحدة الأمريکية يعيش بها أقليات عرقية وأجناس مختلفة مما يساعد على الثراء الثقافي في المجتمع الأمريکي، ولکن في الوقت ذاته، فهذا التباين الثقافي أدى للعديد من المشکلات في المدارس من بينها صعوبة تلبية حاجات الطلاب ذوي الثقافات المختلفة وتجاهل خلفياتهم الثقافية المتنوعة من خلال المناهج غير الملائمة، المناخ المدرسي غير المألوف، طرق التدريس التي لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.
ومع انتشار هذه الظاهرة السلبية في المجتمع الکويتي فقد امتد العنف إلى البيئة المدرسية حيث أصبحت المدرسة تعاني في الآونة الأخيرة بعضا من الظواهر السلبية السيئة والتي انتشرت بين الطلاب ومن ثم تؤثر على الأداء التعليمي والتربوي وعلى رسالتها في المجتمع.
ويتخذ العنف في المدرسة أشکالا متعددة منها الضرب والاعتداء والتدمير وإتلاف الممتلکات وغيرها من الصور، کما أنه يشکل کثيراً من المشکلات بالنسبة للمعلمين والمعلمات في المدارس المختلفة، لذا ظهرت أهمية الدراسة الحالية في مواجهة ظاهرة العنف في المدارس الثانوية في المجتمع الکويتي



([1]) السيد محمد عبد الرحمن الجندي: دراسة تحليلية إرشادية لسلوک العنف لدى تلاميذ المدارس الثانوية، مجلة الإرشاد النفسي، العدد الحادي عشر، جامعة عين شمس، 1999، ص 291.

الكلمات الرئيسية