أثر مشاهدة المسلسلات الترکية المدبلجة على الأسرة المسلمة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

     نعيش في عصر تميز بالانفجار المعرفي والمعلوماتي، ولوسائل الإعلام الدور البارز فيه، فالذي يقع في بقعة صغيرة من العالم يشاهده الجميع وعلى الهواء مباشرة، ومن أهم وسائل الإعلام التي أزالت الحواجز بين الدول وقربت البعيد ما يعرف بالقنوات  الفضائية، التي تبث من الفضاء الخارجي إلى جميع البشر دون حدود أو قيود .
  وقد أصبح للقنوات الفضائية مکانة خاصة عند المشاهدين في کل مکان، وذلک بسبب ما تقدمه هذه القنوات من برامج ودعايات وأفلام وثائقية ومسلسلات خاصة الدرامية منها سواء کانت محلية أو مستورده، إذ تؤثر هذه المسلسلات في جميع فئات المجتمع.
     لقد وصل عدد القنوات الفضائية العربية فقط عام 2008 م إلى أکثر من ( 500 ) قناة فضائية، بينما ارتفع عدد القنوات الفضائية العربية في عام 2010 م إلى ( 600 ) قناة فضائية.([1])
   وترى الباحثة أن الإقبال المتزايد على القنوات الفضائية، وما يعرض فيها بسبب الإمکانيات التي تمتلکها هذه القنوات والإنفاق الکبير عليها، وکذلک لتوفر الصوت والصورة عالية الجودة والوضوح، وعدم توفر بدائل کثيره أمام المشاهد .
    وتشير إحدى الدراسات إلى أنه في مدينة الرياض وحدها عام 1422 هـ شاهد( 50% ) من السعوديين القنوات الفضائية لأکثر من أربع ساعات يوميا ً. کما أوضحت هذه الدراسة أن ( 70 % ) من المشاهدين يتابعون المسلسلات التلفزيونية بشکل دائم.([2])
وتعد المسلسلات من أهم ما يعرض في القنوات الفضائية في العصر الحاضر لما تتمتع به من خصائص وإمکانيات تساعدها على الانتشار الجماهيري مثل مناقشتها لهموم الناس، احتوائها على مقاطع تخاطب العاطفة الإنسانية وغيرها.([3] )
کما أن المسلسلات تعتبر المادة الرئيسية لبرامج التلفزيون وهي المادة الأکثر رواجاً ومشاهده، بغض النظر عن الجنس والسن والمستوى التعليمي والاقتصادي.
     ومع نهاية القرن العشرين مثلاً بلغت نسبة مشاهدة المسلسلات التلفزيونية في الأردن( 89.33 % )، بينما بلغت في العراق( 88 % )، وفي السودان( 79 % )، وفي المغرب( 72.50%).([4])
     وتعود بداية ظهور المسلسلات المدبلجة إلى اللغة العربية إلى عام 1992م، والتي ابتدأت بالمسلسلات الدرامية المکسيکية، فقد کانت القناة السورية الأرضية أول قناة عربية أرضية تعرض مثل هذه النوعية من المسلسلات الدرامية، والقناة الفضائية MBC تعد أيضاَ أول قناة فضائية تعرض هذه النوعية من الدراما المحببة لجميع فئات المجتمع. بعد ذلک ازدادت مساحة بث هذه المسلسلات لتصل إلى عدد لا يستهان به من القنوات الفضائية العربية بل يصل الأمر أحياناً إلى حد التنافس فيما بينها، وظهر ما يعرف في عالم الإعلام بالبث الحصري لمسلسل معين على قناة معينة، ويعود سبب ذلک إلى الإقبال المتزايد على مشاهدة هذه النوعية من المسلسلات الدرامية منذ ظهورها وحتى الساعة، لما تتميز به من أساليب تشويق، ومواقف عاطفية تفتقدها کثير من الأسر العربية، وأنماط مختلفة من العلاقات الاجتماعية، ونظراً لما تضمنته هذه المسلسلات من السلوکيات والقيم التي قد  تتعارض مع السلوکيات والقيم الموجودة العربية والإسلامية فإن دارسة أثر هذه المسلسلات تصبح ضرورة ملحة . ومن هنا تأتي أهمية البحث .



( 1) بتصرف، أبو إصبع، صالح : تحديات الإعلام العربي ، دار الشروق، 1999م  ، عمّان ،ص213.


( 1) بتصرف، الحسن، عبدالعزيز حمد : المسلسلات الدرامية التلفزيونية في ميزان المشاهد والخبراء والمنتجين، الناشر المؤلف ،  2003 م ، الرياض ، ص193-194


(3 ) بتصرف، رضا ، عدلي، سيد محمد: البناء الدرامي في الراديو والتلفزيون ، دار الفکر العربي ، 1989 م ، القاهرة، ص 28


( 1) بتصرف، عصمت، رياض: واقع الدراما التلفزيونية العربية في نهاية القرن العشرين، ندوة الدراما التلفزيونية العربية على عتبات القرن الواحد والعشرين، مجلة الإذاعات العربية، العدد( 4 )، ، 1999 م ، تونس، ص29
 

الكلمات الرئيسية