ممارسة معلمات الدراسات الاجتماعية والوطنية بالمرحلة المتوسطة لمهارات ما وراء المعرفة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

الانفجار المعرفي الذي يشهده العالم في العصرِ الرَّاهنِ يعتبر عاملاً حاسماً يستلزمُ إعدادَ أجيالٍ يستطيعون التکيُّف مع التغيراتِ العلميَّة، والتِّقنية، والفکرية التي قد تحدث مستقبلاً، وهذا لن يتأتّى إلا من خلال تطوير الممارساتِ في العمليَّة التعليميّة، وتطوير طرق التدريس القائمة، باعتبارها مَدخلاً فاعلاً للاستجابة للمتغيِّرات الرَّاهنة ومن شأنها أن تساعد على تغيير طريقة تفکيرِ المتعلمين ليکونوا قادرين على ممارسة التفکير المعرفي، وما وراء المعرفي.
والتدريس مِن أجلِ تنمية التفکير (teaching for thinking) هو موضوع السَّاعةِ في الأوساطِ التربوية؛ لأنّه أحد المؤشراتِ الرئيسة على وجود تعليم وتعلُم صحيحين وسَليمَيْن، وهذا ما أکده الحميدان (2005، 135) بقوله: "إن التدريس من أجلِ التفکير أحد العناصر المهمَّة في مجال التَّدريس، ومن الأرکان الرئيسية في نجاح العملية التعليمية، وإيجاد تعليم ناجح وفاعل، ومثمر، واقتصادي؛ فهو محور النجاح لکل الطرق والأساليب والاستراتيجيات، لأن التدريس لو لم يحرّکْ تفکير الطالب فهو هَدر لا طائل منه".
ويرتکز مفهوم ما وراء المعرفة کما تشير بعض الدراسات على عدد من المهاراتِ الضَّرورية للمتعلِّمين، لکي تمکُّنهم من تطوير قُدراتهم في البحث، والتقصي، والتنظيم، والمراقبة الواعية والهادفة لعمليات التفکير لديهم.  Ozsoya&Ataman,2009))، (Jacobsea;Harskampa, 2009)
وفي إطار تحديد مهارات ما وراء المعرفة، فقد تعددت وجهاتِ النظر حولها، فمن زاوية تمَّ تناولها على أساس أنها مکوناتٌ لمفهومِ ما وراء المعرفة، ومِن زاوية أخرى تمَّ تناولها على أساس القُدرات والمجالات المرتبطة بهذا المفهوم (الجراح وعبيدات، 2011).
کما أن مهارات ما وراء المعرفة تُسهم في تقليل الجُهد والوقت لإنجاز المهام التعليمية، وتحسين قُدرة المتعلّم على الإبداع والتفکير الناقد؛ وذلک نتيجةً لوعيه باستراتيجيات التعامل مع العمليات المعرفية، وضبطها، والرقابة عليها Mohammadian, 2014)& Shabani).
وبما أن ممارسة مهارات ما وراء المعرفة تسهم في تحسين التعلم، وتنمية قدرات الطلاب، وتحسين مجالات التفکير المستقبلي لديهم عن طريق التخطيط، واستخدام البدائل، والتحکم بالمعطيات. فقد أصبح من أهمِّ مداخلِ التَّدريسِ الحديثة توجيه المعلمين نحو تعليمِ الطُّلاب کيفية التفکير، وذلک عن طريق تنمية قدراتهم في مهارات ما وراء المعرفة"Metacognition Skills " وکيفية معالجة المعلومات للاستفادة منها في مواقف الحياة المختلفة، لکي يکونوا قادرين على الانتقاء، والتَّجديد، والابتکار، وممارسة مهارات التفکير وعملياته في مجالات الحياة المختلفة، وتنمية قدرتهم على التعلم الذاتي، والبحث عن المعرفة من مصادرها المختلفة (عصر، 2012، 73).

الكلمات الرئيسية