بعض مشکلات الطلاب الوافدين بالجامعات المصرية وکيفية مواجهتها( دراسة ميدانية)

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

إن ازدياد حدة المنافسة بين الجامعات يتطلب من الجامعات المصرية وتعزيز مرکزها التنافسي لاستقطاب الطلبة الأجانب ( سواء کانت جنسباتهم عربية او جنسيات أخرى ، إضافة إلى طلابها المحليين، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن مصر تمتلک المقومات التي تسمح لها باستقطاب أعداد کبيرة أکثر من عشرة أضعاف حجم الوافدين في مصر وذلک عبر مر التاريخ بداية من جامعة الأزهر حيث کانت مقصدا لمسلمى الدول الأخرى لتنهل من علمها الوفير وخاصة العلوم الشرعية.
ومن الطبيعي أن يکون هذا التبادل الطلابي بين الدول  قد ساعد معظمها من عدة نواحي منها تجهيز الکفاءات المناسبة لنوعية مجتمعاتها القادرة علي تفهم مشکلاتها، والتقليل إلي حد ما من المشاکل التي قد تترتب على دراسة طلابها بالدول المتقدمة، إلا انه ثمة مشکلة رئيسية ربما تظل قائمة وهي صعوبة تکيف طلاب هذه البلدان مع البيئة الجديدة أثناء دراستهم بهذه البلدان، وصعوبة تکيف الطالب الوافد مع البيئة الجديدة ربما ينشا أساسا من الاختلاف بين البيئة الثقافية التي نشا فيها والبيئة الجديدة، فمن المعروف أن سلوک الفرد يتحدد نتيجة لتفاعله في البيئة الاجتماعية الثقافية التي يعيش فيها، وبالتالي فان انتقاله إلى بيئة مختلفة وتکيفه فيها يتطلب تعديل هذا السلوک بدرجة تمکنه من هذا التکيف مع البيئة الجديدة أو الامتثال لها.
( Maria Chong, et al، 2015)
وهذه العملية قد لا تحدث بين لحظة وأخري، بل ربما تستغرق وقتا طويلا وتحدث علي مراحل يمکن إيجازها في مرحلتين رئيسيتين هما :
-         مرحلة ما قبل التکيف أو الامتثال للبيئة الجديدة : وفي هذه المرحلة غالبا ما يکون الطالب في حالة صراع بينة وبين محيطة الجديد أي بين ثقافتين، ثقافة قديمة نشأ في ظلها وتمثل قيمتها وقوانينها وأنماطها السلوکية وثقافة جديدة انتقل إليها. (Aileen O'Reilly, et al، 2010)
-         مرحلة التکيف أو عدم التکيف لهذه البيئة الجديدة : وفي هذه المرحلة ينقسم الطلاب فيها بين التکيف وعدم التکيف إلى ثلاث مجموعات هي :
-           مجموعة يوجد بين طلابها وبين البيئة الجديدة تشابه ثقافي وبالتالي فغالبا ما يستطيع أفرادها تکييف سلوکهم في اقل وقت ممکن طبقا لعناصر ثقافتهم من قيم وعادات ونظم وقوانين وغيرها، مما لا تتعارض مع مثيلتها في المجتمع الجديد، وبذلک تکون هذه المجموعة اقل تعرضا لمشکلات قد تنجم عن ذلک في الوسط الجديد.
-         مجموعة قد لا يتوافر بين أفرادها وبين البيئة الجديدة تشابه ثقافي لکنهم يبدون عدم تمسک بالتحفظات الثقافية السابقة تجاه البيئة الجديدة وهذه المجموعة قد تتکيف مع الوسط الثقافي الجديد ولکن قد يستغرق وقتا ويکون أفرادها عرضة لمشکلات وصعوبات قد تنجم عن ذلک في الوسط الجديد.
-         أما المجموعة الثالثة فأفرادها قد لا يتوافر فيهم تشابه ثقافي بينهم وبين البيئة الجديدة، کذلک قد يظلون متمسکين حريصين علي تراثهم الثقافي القديم ولا يستسيغون النظم والأوضاع الجديدة، وبالتالي قد يحدث لهم أو بينهم الحالة المقابلة لعملية التکيف أوالتوافق مع هذه البيئة                    (عدم انتظام Maladjustment) بما قد يصاحبها من المشکلات قد تحول أحيانا بين معظمهم وبين البقاء في البيئة الجديدة. (Nisreen Alsahafi, et al، 2017)

الكلمات الرئيسية