متطلبات تحقيق التربية البيئية لدى طلاب المعاهد الثانوية الأزهرية

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

لقد ارتبطت حياة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى ليُعمر فيها ويحافظ عليها، ولکن في ظل غرور الإنسان بمعطيات العلم انطلق يفسد في الأرض بحثاً عن مزيد من الرفاهية والترف وامتلاک القوة والثروة، فبات يقضي على الطبيعة فيدمر الغابات ويجرف التربة ليقيم العمارات الشاهقة لقلة قليلة من البشر، غير عابئ بما يصيب الفقراء من عِلل، وانطلق يتقن العديد من الصناعات التي تطارد عوادمها ما يدمر الهواء اللازم لحياة الإنسان ، والإسراف في استخدام الموارد المائية، غير عابئ بالأضرار الجسيمة لذلک  (غنايم،2003، 7 ).
       فالمشکلات البيئية وما يوجد من تحديات يصعب تنظيمها من خلال التشريعات فقط ، حيث أنها في الأساس مسألة تربوية سلوکية، فإن الحل الأمثل لمواجهاتها والمحافظة على البيئة وحمايتها يکمن في حسن تنشئة الإنسان المتفهم لبيئته ، والمدرک لظروفها، والواعي لما يواجهها من مشکلات وما يهددها من أخطار والقادر على أن يسهم في حمايتها وصيانتها.
      وتعد التربية البيئية مدخلاً مهماً لترشيد سلوک الإنسان تجاه البيئة ومواردها، وبذلک أصبحت ضرورة ملحة، نظراً لعدم قدرة القوانين والتشريعات التي شرعت لحماية البيئة على الحد من المشکلات البيئية التي وضعت من أجلها هذه القوانين والتشريعات، فهي لم تستند إلى وعي وإدراک يصل إلى ضمير الإنسان، ويتحول لديه إلى قيم إيجابية وضوابط للسلوک تجعله يحافظ على بيئته (عبد العزيز،2018 ،165 ).

الكلمات الرئيسية