التعددية الثقافية في القرن الحادي والعشرين

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يسود العالم دائما نزعات تحررية متصلة بکل جزئيات العالم المتمثل في البلدان والأقطار المختلفة الأمر الذي يجعل من العالم بوتقة واحدة تندمج بعضها البعض لتؤدي إلى تکامل عام وانصهار کبير بين الثقافات والشعوب المختلفة الأمر الذي يجعل العالم کله قرية صغيرة تجمعها روابط واحدة وعلاقات مشترکة وذلک من أجل جعل العالم کله ذو فهم مشترک وعلاقات واحدة مما يفتح آفاقًا جديدة تعمل علي تحطيم الفواصل التقليدية بين المجتمعات وذلک من خلال ما شهدته الکرة الأرضية في الأربغين عامًا الأخيرة حيث ظهرت الثورة الحقيقية في العلاقات بين الحکومة المرکزية في الدولة والأقليات العرقية والإثنية والثقافية وبدأت تختفي النماذج القديمة للدولة القومية ذات النسيج المتماثل والمنسجم لتحل محلها نماذج من التعددية الثقافية داخل الدولة تجمعها المواطنة وکثيرًا ما کان هذا التغير نتيجة للعمليات السياسية المحلية التي تنشأ داخل المجتمع الأمر الذي انتهى إلي أن النماذج القديمة لم تعد تتناسب مع الظروف التاريخية والسکانية والتکنولوجية والاقتصادية والثقافية.
وظهرت جهود المنظمات الدولية التي تبنت منظور التعددية الثقافية داخل الدول والمجتمعات للوصول بتلک المجتمعات إلي أفضل الأطر والنماذج التي توضح الروابط والعلاقات التي تجمع التنوعات الثقافية داخل إطار الدولة مما أدي إلي الاهتمام الدولي بالعلاقات بين الأقليات المتنوعة ثقافيًا والحکومة المرکزية في الدولة التي تجمع بينها مما أدى إلى انتشار مفاهيم التعددية الثقافية عالميًا کإطار جديد لإصلاح العلاقة بين الاختلافات والتنوعات الثقافية بدلًا من الصراعات الثقافية وصدام الحضارات ومحاولة کل ثقافة غزو الثقافة الأخرى والقضاء عليها.([1])
ويمکن التفريق بين مستويين لمفاهيم التعددية الثقافية مفهوم التعددية الثقافية العالمية ومفهوم التعددية الثقافية القانونية حيث تتلخص مفاهيم التعددية الثقافية العالمية في مجموعة الأفکار المنتشرة حول أهمية التکيف مع الاختلاف والتنوع والتي تناولتها شبکات دولية غير حکومية وعلماء وباحثون وواضعو الخطط السياسية وذلک من أجل نشر مفاهيم التعددية الثقافية وممارستها وکذلک معرفة أفضل الممارسات في البلدان المختلفة وبناء شبکات تتجاوز الحدود الإقليمية من الخبراء والدعاة والمبدعين وخلق مناطق آمنة للحديث في موضوعات حساسة من الناحية السياسية ولتدريب المربين المحليين والبيروقراطيين والمنظمات غير الحکومية والعاملين في أجهزة الإعلام علي معرفة تحديات تکيف السکان مع التعددية الثقافية ومع التعدد العرقي.([2])



([1]) بريان باري، الثقافة والمساواة نقد مساواتي للتعددية الثقافية، مرجع سابق ص82.


([2]) بريان باري، الثقافة والمساواة نقد مساواتي للتعددية الثقافية، مرجع سابق ص82.

الكلمات الرئيسية