أراء طلبة الجامعة السعودية الالکترونية حول استخدام استراتيجية التعليم المدمج في تعلم مقرراتهم

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المستخلص

يواجه التعليم العالي في عصر الثورة المعرفية تحديات مختلفة نتيجة الإنجازات الهائلة في مجال تکنولوجيا المعلومات والاتصالات التي أدت إلى تلاشي الحدود بين الدول وجعل العالم قرية صغيرة في ظل العولمة والانفتاح الاقتصادي، وإن التطور الکبير في تقنيات الحاسب واندماجها مع بعضها بعضا وظهور الإنترنت فتح مجالات واسعة وآفاق کبيرة لتبادل المعلومات والخبرات، حيث أدى ذلک إلى تغيير شامل وجذري في مفهوم التعليم وأساليبه ووسائله وأنماطه والمهارات اللازمة له، وأدى إلى ظهور طرق وأساليب تعليمية حديثة منها التعلم المدمج.
إن استخدام التعلم المدمج وحسن توظيفه في العملية التعليمية لا يرتبط فقط بالاختيار والاستخدام الأمثل له من قبل القوى البشرية الموجودة، بل يرتبط من ناحية أخرى باتجاه وتصورات القوى البشرية متمثلة في أعضاء هيئة التدريس والطلبة حول استخدام هذا النوع من التعلم ورغبتهم في الاستفادة منه في العملية التعليمية باعتبارهما فئتين متکاملتين داخل العملية التعليمية، ومن غير المجدي أن يستخدم أحدهما هذا النوع دون الآخر، فاستخدام أعضاء هيئة التدريس للتعلم المدمج ينطلق من الأدوات المساعدة في تقديم المحتوى التعليمي، والمشارکة في الأنشطة التعليمية المختلفة من مناقشات وعروض وحل للمشکلات التي يثيرها عضو هيئة التدريس مع طلابه ( سالم، 2004).
ويرى بعض علماء التربية أن التعلم المدمج من أهم أساليب التعلم الحديثة التي تتميز بعدة خصائص ومزايا منها: الفاعلية في تحقيق الأهداف وتعزيز المشارکة الإيجابية (Gray,2006)، کما يرى کل من تشارليز وکروس Charles,2004) ؛(Krause,2007  أن من مزايا التعليم المدمج خفض نفقات التعلم بشکل کبير مقارنة بأنماط التعلم الإلکتروني الأخرى  وتوفير الاتصال وجها لوجه مما يزيد من التفاعل بين الطلبة وعضو هيئة التدريس والطلبة مع بعضهم بعضا والمحتوى التعليمي.
وقد تم تطبيق التعلم المدمج في عديد من الجامعات المختلفة، فقد تبنت الجامعة الماليزية المفتوحة التعلم المدمج، بحيث أصبح أساسياً في مؤسسات الجامعة، وتزايدت نسب أعداد المتعلمين بهذا النمط في تخصصات الجامعة المختلفة، مع تأکيد الجامعة على نجاح هذا النمط بجودة ونوعية التعلم، وفي الوقت ذاته إرضاء رغبات الطلبة المختلفة، کذلک قدمت جامعات مثل هارفارد بالولايات المتحدة الأمريکية، وکامبردج بالمملکة المتحدة نماذج مختلفة من التعلم المدمج في تخصصات مختلفة أدت إلى إقبال عديد من الطلبة على هذه البرامج، کما أشارت تقارير تقويم هذه البرامج بالجامعات إلى فاعليتها في تنمية جوانب مختلفة لدي الطلبة (الجمعية المصرية لتکنولوجيا التعليم، 2009 ). وتعتمد الجامعة السعودية الإلکترونية على نظام التعلم المدمج الذي أصبح يمثل توجهاً عالمياً في مجال التعليم العالي، بل إنه يعد أحد السمات الفارقة للجامعات الرائدة بالمملکة العربية السعودية، ولتحقيق المواءمة بين احتياجات سوق العمل ومخرجات المؤسسات التعليمية بما يتوافق مع رؤية المملکة 2030.
          وإن استخدام التعلم المدمج يثري المعرفة الإنسانية ويرفع جودة العملية التعليمية، ،کما أشارت دراسة الغامدي (2007) إلى أن التعلم المدمج يساعد في توفير المرونة للطلبة، وذلک من خلال تقديم عديد من الفرص للتعلم بطرق مختلفة مما يجعل التعلم يتم بطريقة تفاعلية وليس بالتلقين والحفظ.

الكلمات الرئيسية